صالح لفتة الحجيمي ||
قبل أيام وصل الوفد السعودي إلى صنعاء معلنا تثبيت وقف إطلاق النار بين أنصار الله الحوثيين من جهة والتحالف الذي تقوده السعودية من جهة اخرى لمدة ثمان سنوات لم يستطع التحالف العربي ومن خلفة أمريكا وبريطانيا وحتى اسرائيل من دخول صنعاء كما وعدت تلك الدول في بداية العدوان ولم تتمكن من تثبيت وإعادة مرتزقتها من فنادق الإمارات والسعودية لليمن وفي النهاية رضيت السعودية بالأمر الواقع وايقنت ان الانتصار على رجال اليمن لن يتحقق حتى لو استمرت الحرب سنوات وسنوات وصرفت المليارات فوق المليارات وجاءت كل دول العالم مع الدول المشاركة في العدوان.
وحط الوفد السعودي المفاوض الرحال في صنعاء بوساطة سلطنة عمان للتنسيق حول فتح المطارات والموانئ ودفع رواتب الموظفين وتبادل الأسرى وهو اعتراف علني من دول العدوان بالهزيمة.
البشارة الأخرى التي تؤكد انتصارات محور المقاومة هو وصول وزير خارجية الجمهورية العربية السورية فيصل المقداد إلى السعودية للتباحث حول عودة سوريا للجامعة العربية وأخذ مقعدها الذي سلب منها وسلم للمعارضة السورية في القمة العربية التي عقدت في قطر عام 2013
عودة سوريا منتصرة إلى الجامعة العربية أصبحت واقعاً
إذ أن جميع العقبات حول عودتها تقريباً تم حلها وما موافقة جميع دول مجلس التعاون الخليجي الى جانب مصر والعراق والأردن على حضور الاجتماع الذي دعت المملكة العربية السعودية لانعقاده في مدينة جدة الجمعة المقبلة إلا لتأكيد عودة سوريا بالجامعة العربية
ويتبعه دعوة الرئيس بشار الأسد لحضور القمة العربية المقبلة في السعودية الشهر القادم مع حج طوعي لفتح السفارات العربية في دمشق من جميع الدول العربية وخلال ايام او اسابيع
سوريا التي واجهت مؤامرة كونية صرفت عليها مليارات الدولارات من أموال النفط العربية بتخطيط أمريكي إسرائيلي ومشاركة عربية لتمزيق شعبها واسقاط نظامها لتنصيب نظام خانع يستطيع إبعادها عن محور المقاومة صمدت وفي النهاية انتصرت والدول التي تآمرت عليها تطلب ودها لتطبيع العلاقات معها.
ان نصر سوريا وصمودها وظفر أنصار الله ووصولهم لأن يكونوا رقما صعباً في المعادلة الدولية بعد الدعم الإلهي بالتأكيد لم يثبت ولم يتحقق إلا بسبب وقوف وصمود جميع دول وحركات محور المقاومة مع بعضها البعض مع التفاف الشعبين اليمني والسوري حول قيادتهما إضافة إلى تراجع الدور الأمريكي في المنطقة وتأكد الدول التي تدور في فلك الإدارة الأمريكية إن أمريكا اليوم لم تعد كما أمريكا قبل سنوات ولم تعد اللاعب الدولي الوحيد وانحسرت هيمنتها على حساب دول أخرى وأن البقاء في القارب الأمريكي لن يحمي انظمتها فالقادم ليس عالم أمريكا وإن كانت تريد أن تبقى في العالم الجديد الذي بدأ يتبلور عليها ان تغيير من سياستها ومن ارتماءها في حضن أمريكا
ما يهم في كل ما يجري هو الانتصارات التي تتوالى لمحور المقاومة والفشل الأمريكي المتكرر وهذا هو أولى البشارات لتحقيق النصر المنتظر بتحرير جميع الأراضي الفلسطينية.
ـــــــ
https://telegram.me/buratha