مانع الزاملي ||
المبدأ هو القانون او الاساس الذي تقوم عليه افكارنا،او القاعدة التي ينبغي على الجميع اتباعها في كل شأن من شؤون الحباة دينا ودنيا ،وعندما نقول لاحدهمً صاحب مبدأ نعني بذلك انه صاحب نهج قويم ويتصرف وفق مقتضيات مايؤمن به من مبدأ ، كالانسان صاحب الرسالة والايمان،ومباديء الدين هي الحب في الله وموالاة احباءه ومعاداة اعداءه ،وان تكون صاحب مبدأ يتقضي ان تكون ثابتا على ماتعتقد وتتصرف وفق هذا الاعتقاد في كل امر ،وتكون ذو بصيرة في تحديد المنهج الذي يوصلك الى اهدافك وفق اولوياتها ، فحياتنا لله وفي الله ومع الله ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )الانعام 6
هذا هو المبدأ الشامل الجامع لكل تصرفات وحركات وسكنات الانسان المبدئي ،ويتفرع عن هذه المبدئية آليات وسبل تحقيق متطلبات او مستلزمات المبدأ ، من عبادات ومعاملات ، واخلاق ، وسياسة وكل مايحتاجه العمل المبدئي من وسائل ، والمؤمن والمتبع لهكذا منهاج نسميه مؤمنا صاحب مبدأ ، لاتغيره منفعة حصلت او فقدت ، وان لايجعل الاشخاص امام المبدأ ، بل يتبع ذوي المباديء حبا وايمانا بالفكر الذي يعتمد ، ولاتقديس للاشخاص حتى وان انحرفوا عن الهدف ، بل القداسة لذات المبدأ الذي تم اعتناقه عن دراية ووعي وبصيرة ، هذه المقدمة حددنا فيها المبدئية وسبلها ،
يقابل ذلك ان نصطدم مع الادعياء ، بمعنى ان احدهم يدعي الايمان والمبدئية ولايعمل وفق مقتضياتها اويسلك سبلها ويتحدد بالقانون الذي يلزم صاحب المبدأ الحق ان يطيعه، من هنا تبرز لدينا حالات الانتفاعيين والانتهازيين واصحاب الاغراض المشبوهة ، وربما سنحت الظروف او الفرص ان يتسلق مثل هكذا نموذج الى هرم التأثير في القرار عندها سيحل النفاق وتطمس الحقائق ويبعد الصالحون ويقرب المنحرفون المتسربلون بلباس الصلاح والحرص الذي اسميته (ادعاء) ومثل هذه القضايا ابتليت بها اغلب حركاتنا السياسية والدينية والاجتماعية وحدثت فوضى سوء التقييم ، ومثل هذه الآفة لاتقل خطرا عن النفاق بل ربما تكون النقاق بعينه ، فالمنافق هو المدعي ، يقول مانقول ويعمل عكس ذلك ! وتبقى المبدئية وادعاءها في حالة تجاذب ، يتقدم بها اهل المباديء ويتأخر الادعياء، واحيانا يتقدم الادعياء ويتبعهم المومن غير ذو بصيرة ، مما يستعصي علينا اقناعه بخطأ نهجه ، وهذا يستهلك منا وقتا وربما ارواح واشياء ، لذا ارى ان يكون هنالك وضوح تام للتعرف على اصحاب الممارسات الذين يتظاهرون لنا بالمبدئية والحرص والتدين والاخلاص ، وكشف زيفهم وابعادهم عن مراكز التأثير، لان مأساتنا عبر التاريخ هي بسبب تقدم الادعياء وتأخر اهل الصلاح عن مركز اتخاذ القرار ، ولك ان تتابع التاريخ من السقيفة الى اليوم لترى وتعي ، ان كل مآسينا هي بسبب تقدم اهل الادعاء والمطامع والانحراف على الصالحين .
الواح طينية، الاغراض المشبوهة ، مانع الزاملي
ـــــــ
https://telegram.me/buratha