د. يرفأ حسين سالم ||
الحب العشق التضحية الايثار من أجل من تحب كلمات كانت تختلج دوماً في خطب شيخنا وهو بطل هذه القصة......في أحدى القرى كان يعيش هذا الشيخ الذي تميز عن باقي خطباء المنابر بأن له حباً شديد لاهل البيت عليهم السلام ويتضح ذلك من خلال نظرات عينيه ,حيث اذا نظرت اليهما سوف تشاهد بعينك هذا الحب العجيب الذي يتجسد الى دموع وحزن وآلم عليهم كان هذا الشيخ يتحدث مع طلابه دوماً ويعقد معهم جلسات ويقول أنها جلسات يحبها صاحب الزمان عج أحب طلابه حباً جماً وتعلق بهم وأعتاد دوماً أن يتفقد أصدقائه وطلبته وهوفي سؤال عليهم وعلى أحوالهم وعلى صحتهم دوؤب حتى اذا تمرض أحدهم ذهب وعانقه وجلس الى جانبه يطيب خاطره ويذكره بأمام زمانه كان في عمل متواصل لايهدئ ابداً يقول دوماً أن هذه الحياة لم تخلق لكي ننام فيها أو أن نغفل وانما خلقت لكي نعمل فيها كان اذا فرغ من صلاته جلس ليتحدث مع الذين صلوا خلفه وهم متشوقين لكي يسمعواعنه أقوال تخص الامام صاحب الزمان عج من على لسانه فأن الاقوال حقيقةً هي معروفه ومتداولة لكن كان لها طعم وذوق أخر وحلاوة من على لسان ذلك الشيخ تخرج على يديه عدد من طلبة العلوم الدينية شغل مساحة واسعة في نفوس محبيه فقد كان ينقل لهم صور معانات صاحب الزمان عج
كما لو أنه يذهب الى عالمه ثم يأتي ويحدثنا عليه ! حتى أن الجميع كانوا يقولون هذه العبارة له في أي زمان تعيش فيه أنت ؟!وفي أي عالم تحلق ؟ ! في تلك الليلة التي كان جالساً فيها في مكتبته وهو يقرأ في أحدى مؤلفاته فقال في نفسه الى متى أتكلم بأسمه وأني الى الان لم اراه الى متى أنشد بأسم من أحب ولم يأتي لزيارتي فتساقطت دموعه على عمامته التي كان ممسكاً بها في يديه لم يكن هناك شخصاً في المكتبة غيره أخفض رأسه على عمامته وقبلها , فقال لها:
من صنعني هو أنتِ ! سوف ترافقيني الى أخر عمري فلا زلتي وسوف تبقين أنتِ زينتي سوف لن أتخلى عنكِ ,بكِ عرفني الجميع وعندما رفع رأسه شاهد شخص أمامه وهو يرتدي ملابس بيضاء ! فقال له :
من أنت؟ فقال :من كنت تنتظره !وتذرف الدموع من أجله فدفع الكرسي وأذا به ينحني ويمسك قدمه ويقبل بها فأنحنى صاحب الزمان عج اليه وقال له :
أتيت اليك وأخذ يمسح الدموع من عيني ذلك الشيخ ويقول عيونك شاهدتني أخبرني ماذا تريد مني؟ فصرخ الشيخ بدموع وقال :
معك أريد أن أكون يا سيدي ! كانت يداه ترتجفان وهو ممسك بعبائة صاحب الزمان عج فقال له : نعم ....سوف أخذك فقام على قدميه وأمسك الامام يدي ذلك الشيخ ! وأخذت دقات قلبه بالضرب بسرعة شديدة ! وقال: دعني أنظر الى مكتبتي لحظة !أخذ يحدق بها طويلاً وأخذ ينظر الى تلك الكتب التي كانت تنافس أوقاته مع أسرته وأطفاله نظر اليها نظرات مودع وقال لكتبه : التي كانت بمثابة أولاده وبعد أن رفع عمامته ووضعها على مكتبته وقال لهن جميعاً :لم تكنَ الا وسيلة لكي توصلنِ الى مرادي وقد جاء الي فأخذ أمامنا ذلك الشيخ معه فأنتفض من مكانه ووجد كتابه أمامهُ وعمامته !! فقال أسفي كان منام لكنه وجد على طاولة مكتبه ورقة مكتوباً عليها لم يكن الذي شاهدته حلماً أتيت اليك أنا حقاً لكنك أنت الذي لم تكن ترغب في المجيء معي ولم تمسك بيدي بقيت تتلفت على مكتبتك متى ما كنت مستعداً سوف أكون في أنتظارك فلست أنت من ينتظرني أنا الذي أنتظرك !.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha