الكاتب المحلل السياسي سعد الزبيدي ||
قد تكون التركة الثقيلة التي ورثها السوداني وحجم التحديات السياسية والمالية والأمنية والاجتماعية الداخلية والضغوطات الدولية والاقليمية هي السبب في عزم الرجل على النجاح والانتصار ووضع القطار على السكة والوصل بالعراق إلى بر الأمان وأكبر دليل على نيته السليمة أختياره الكوادر الوسطية بمنتهى الاحتراف والدقة والشفافية مؤمنا بمقدرتهم على تنفيذ برامجه الحكومي غير آبه للمحاصصة وإيمانه المطلق أن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة معتمدا على خبرته السابقة كمسؤول في أكثر من منصب ومعرفته الدقيقة بمتطلبات الشعب كونه من ابناء الداخل الذين عانوا الأمرين منذ عقود من الزمان ورجاحة عقله في كيفية التعامل مع الخارطة السياسية المكونة للعراق وتواصله وانفتاحه على كل الشركاء داخل البيت الشيعي أو باقي البيوتات والمكونات من أجل حصد الدعم المباشر لتذليل الصعاب وعبور العقبات من أجل انجاح برنامجه الحكومي ويلاحظ أن الرجل أكثر واقعية وجدية في التعامل حيث بدأ مسيرته للنزول للشارع كي يكسر الطوق الذي أوجدته الحكومات السابقة حول نفسها اضافة إلى حركته الدؤبة مع فريق عمله من الوزارء والكوادر الوسطية وحزمه وجديته في تخاذ القرارات المناسبة كي يضع الاساسات القوية لترجمة وعوده إلى واقع يلمسه المواطن العراقي وبالرغم من سرقة القرن التي واجهته في أيامه الأولى ووعوده بخفض قيمة سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي وحجم التقاطعات ما بين مكونات البيت الشيعي غير أن استطاع امتصاص غضب حتى المختلفين معه ونجح في كسب دعمهم لحكومته. الرجل مع فريقه كخلية نحل تواصل الليل بالنهار وأنا على يقين لولا بعض الضغوطات لأطاح برموز الفساد ولكن الفساد يشمل الجميع وبهذا يقلب الجميع إلى أعداء يقفون ضده ولكني متيقن أنه سينجح في نهاية المطاف اذا ما صوت البرلمان لميزانية ثلاث سنوات فهو يريد أن يستغل الوقت حتى لا تتكرر المساومات السياسية والمصالح الشخصية والحزبية في إقرار الموازنة وبهذا سينجح في تمويل المشاريع الاستراتيجية من الميزانية الاستثمارية ويضمن أن الميزانية التشغيلية وقرارات الحكومة ستقلص الفارق مابين صرف سعر الدولار الرسمي وسعره في الشارع إلى أدنى مستوى وبهذا سينجح نجاحا باهرا ويكسب ثقة الطبقة السياسية والقاعدة الجماهيرية ويضاف لذلك النجاحات التي ستترتب نتيجة انفتاحه على جميع الدول وجديته في أن يلعب العراق الدور الذي يستحقه ويعود لمكانته الدولية والعربية خاصة بعد التقارب السعودي مع الجمهورية الاسلامية ويبقى الأمل في انتصاره على معضلة الطاقة بتعاقده مع شركات رصينة تجد الحلول الناجعة للازمة التي بتماس مباشر مع المواطن وصلتها بكل الجزئيات كون الكهرباء عصب الحياة وهناك تحديات أخرى اتوقع أنه سينجح بها مثل اقناعه تركيا في زيادة اطلاق الحصص المائية لمحاربة التصحر والجفاف وعزمه على تصفير المشاكل بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم وسيحصد النجاح قريبا إذا ما وفق في انجاح انتخابات مجالس المحافظات لا أبالغ إن قلت أن الرجل أعاد لنا صورة القائد الوطني النزيه الذي يبحث عنه الشعب الذي فقد ثقته في السياسيين والعملية السياسية منذ عقود من الزمن.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha