المقالات

الاسلام ليس حزبا


سامي جواد كاظم

عندما يقرا الطالب دروسه في اية مرحلة دراسية فهذا شانه، يقرا لكي يتعلم وينجح وانا لا يعنيني ماذا يقرا ولا يحق لي منعه كما ولا يحق له ارغامي على قراءة دروسه ـ معلومة للفائدة سابقا كان التعليم من اختصاص وزارة المعارف لانها تعطي المعرفة فقط وغير اسمها الى التربية لانها تعطي المعرفة والتربية ـ وبعد ان ينهي دراسته الطالب ويتخرج من الكلية ويعمل في وظيفة وفق تخصص شهادته اي يقوم بتطبيق ما درسه بشكل عملي في وظيفته .

الاسلام هكذا يقوم الدين الاسلامي على تهذيب وتربية الفرد عقائديا واخلاقيا فالمسلم يصلي او يقرا القران او يصوم وبقية الاعمال العبادية انا اقوم بها ولا يقوم بها غيري نيابة عني او افرضها على غيري بل انا اقوم بها ايمانا مني بالله عز وجل وبعد ان احسن الالتزام بتعاليم الاسلام وما يفرضه علي من اخلاق حميدة اقوم بترجمة هذه الاخلاق على علاقتي مع افراد المجتمع كل حسب علاقتنا معه .

الاسلام بعد ثلاثة وعشرين سنة ثبت منهج الحياة ، الاسلام ليس حزبا او ايديولوجية لظرف معين لذا لايصح ان تظهر قراءات مثلا راي الحزب الفلاني بالاسلام او العلمانية والاسلام ، هذه الاحزاب جاءت لتتبنى افكارا معينة لاجل غايات اغلبها غير سليمة ولكن ظاهرها بانها من اجل الانسان وهي اصلا لا تعرف ماهو الانسان ، بينما الاسلام الذي جاء به الله عز وجل على يد نبيه محمد (ص) وهو خالق الانسان فان ما جاء في القران والسنة جاء من اجل الانسان .

هنالك تصرفات تصدر من الانسان باتجاه المجتمع تصب في خدمة المجتمع فان الله عز وجل يؤجره على ذلك بغض النظر عن ديانته او حتى ايمانه ، يعني الاوربي او الامريكي او الهندوسي عندما يصدر منه ما يخدم المجتمع فان الله عز وجل لا يتركه من غير ثواب ، واذا ما تجاوز المسلم على حقوق من هو غير مسلم بحجة نصرة الاسلام فانه يعاقب على فعلته هذه ، جاء نصراني الى الامام علي عليه السلام يشكوه من مسلم قتل خنزيره وبعد ان طلبه وساله عن الفعل قال نعم لان الخنزير حرام اكله فالزمه الامام علي بثمن الخنزير او ترضية النصراني وقال له حرام عليك وعليه ليس حرام ، والاسلام يؤكد بقاعدة الزموهم بما الزموا به انفسهم ، هذا في الاديان السماوية اما عند الساسة والعلمانيين فانهم يضربون المعايير بعرض الجدار بحيث لو قلت لامريكا انتم تقتلون البشر وتشنون الحروب وتعقدون الجلسات وتشكلون الاحلاف وتقولون السلام فانهم لا يجيبون ولا يلتفتون الى اعمالهم الدنيئة .

هنالك نهضة فكرية من قبل مثقفي ومفكري الغرب بداوا يطلعون على الاسلام من خلال القران والسنة بل وحتى التحقيق والتاكد من الروايات الموضوعة وقد زادوا على ذلك بانهم التفتوا الى نكات حقيقة المسلمون لم يتلفتوا لها .

الاسلام وضع الاسس للتفكير الايجابي والتطور الفكري وفق العصر اي ليس الغاء المعتقد بحجة عدم تماشيه مع ثقافة العصر ، فالعبادات هي عبادات هذه لا يمكن ان تتغير او تلغى ، واما بقية الاسس السليمة للنهوض بالمجتمع فانها ثابتة عند الاسلام كل العلوم موجودة عند المسلمين قبل ان يكتشفها الغرب فالعلماء ( طب ، فيزياء ، كيمياء ، وغيرها ) عندما نهضوا بهذه العلوم ايام الدولة الاموية والعباسية التي للامامية موقف سلبي ضدهم لظلمهم الا ان الائمة عليهم السلام يثنون ويشجعون ويعلمون كل من يقتحم هذه العلوم مهما كان توجهه العقائدي .

ومن هذا المنطلق لابد من التفريق بين ما يحق للفرد من اعمال عبادية لا يحق للاخرين منعه او تغييرها ولا يحق له فرضها على الاخرين فالاعمال التي عقوبتها ربانية تبقى بين العبد والله عز وجل اما التي عقوبتها دنوية واخروية يكون لعلماء القوم الحق في التوجيه وحتى المنع والعقوبة ان كانوا مبسوطي اليد والا النصيحة لابد منها حسب الظرف الذي يعيشه العالم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك