المقالات

أوقِفُوهُم..إنُّهم حتمًا مغرِضون..!!


كوثر العزاوي ||

 

إنّ من طبيعة النفس الانسانية التي جُبلت على العزّة والكرامة، لا تميل إلى من ينال منها ويحتقرها، بل العكس فإن السخرية تهيج الضغينة والكراهية، وإنّ الحطّ من مقام الإنسان كونهُ إنسان، تدفع المجتمع نحو هوّة سحيقة من التصارع والأحقاد، وهذه ظاهرة يمقتها الإسلام.

وفي خضم تداعيات المرحلة وما أثارتهُ اليوم بعض قنوات الفتنة من عملِ دراميّ هابط يهدف إلى الفتنة والمساس بشرف الهوية وذلك عِبرَ الإساءة إلى{العگال} الذي تتسنمهُ رؤوس خِيرَة العشائر العراقية في الجنوب والفرات الأوسط وشريحة كبيرة من الملل الخيّرة في محافظات أخرى عراقية، وهذا الرمز الهيبة- العگال- الذي ينسجم شكلًا ومضمونًا مع القيم والأخلاق وتقاليد   مشفوعة بأروع وأنصع صور الغيرة والرجولة والتمسك بالدين والثوابت،  

وإذ يشهد له التاريخ ماسطّر من ملاحم بطولية وتضحيات ماضيًا وحاضرا.!

ثم يأتي من لابصيرة له ولاضمير، متجرّدًا عن قَدْرهِ ليتجاهل ثقلهُ القيَمي، وعمقهُ الحضاري، لينال منه بسوء أدبه وهو يدسّ السمّ بالعسل بحجة الدراما والتمثيل وفي شهر الله الفضيل، وقد ظنّ ان لارادع له حينما يستغفل العقول وقد باع مِقداره وشرفه بحفنة دولار وعَفَنِ الشهرة المقيتة!

إذ لاتفسير لهذا التجرؤ ولامبرر له إلا كونها حرب تندرج ضمن الحروب المتنوعة، ومنها الحرب على الهوية الشيعية! وكما قيل: لو كان أهل الجنوب وَهابيّة لما أساء لهم أحد، نعم!

وبهذا يتجلى رفض الإسلام الصريح لأي نوع من أنواع التعاطي بكرامة ومكانة المؤمن، وإن الحطّ من قَدْرهِ هو بمثابة التحدّي والعناد لله ومبارزته" عزوجل" وهو الخالق الذي كرّمَ الإنسان وفضَّلهُ على جميع خلقه، من خلال ماورد في أكثر من مورد في القرآن منه قوله تعالى:

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} الاسراء ٧٠

فيما ذكر موارد الذمّ والعتاب والتي من أبرزها السخرية بالمؤمنين فقال تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} الحجرات ١١

فالبيئة التي تسود فيها السخرية والتنابز والاعتداء إنما هي بيئة فارغة المحتوى لا تحمل هدفًا ولا قضية، بل هي أبعد ما تكون عن الواقع والهموم التي يعيشها المسلمون من حولها، فضلًا عن كونها مورد شبهة تهدف إلى تفجير الاحقاد وخلق العداء بين الملل في البلد الواحد، ولايُستَبعد، أنه عمل مدفوع الثمن من بين عشرات الخطط المُعَدّة لاثارة النعرات الطائفية المقيتة، ولابد من التصدي والمواجهة!

وكما يقول الشاعر:

وعينكَ إنْ أبدَتْ إليكَ مساوِئًا,, فَصُنها وقل: يا عينُ للناسِ أعينِ!!.

 

٣-رمضان١٤٤٤هج

٢٥-آذار ٢٠٢٣م

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك