المقالات

الخادم العارف ..


مازن الولائي ||

 

رضائي طالب في جامعة فردوسي وقد تخطى مراحلها الثلاث وبقيت سنة واحدة، وقد تعرّف على طالبة ذات فضل وحسن وأدب ووضع في ذهنه التعرف عليها بطريق شرعي لما رأى من ادبها والحجاب..

في مسجد المدينة والقريب من بيت رضائي خادم الكل يحترمه ويوقره وله مهابة كبيرة في المدينة فهو بشوش الوجه، جميل المحيا، هادئ الخطوات لا يسمع له كلام إلا همسا، وأغلب المتدينين من الشباب يقضون كثير من الوقت معه في باحة المسجد الكبيرة، والتي تقدر ب ألف متر فقط باحة المسجد ويتوسطها حوض للوضوء يشبه الحوض الذي في باحة المهابة معصومة عليها السلام، وهنا يبدأ الشباب بطرح الأسئلة ويجب ذلك الخادم بشكل عذب وجميل ومنطق كأنه عالم عارف، وحين سألوه بعض الشباب ما هو تحصيل الدراسي يقول بوجه باسم لا علم لي غير فتات ما يتفضل علي به العلماء أمثالكم! جواب لا ينطبق مع ما يحمله ذلك الخادم البالغ من العمر ٥٣ ووجه المضيء والترف..

فقرر رضائي أن يتجاذب أطراف الحديث عند الخادم، وأخبره بعد صلاة المغرب أن عشاء الخادم سيكون على رضائي وطلب منه فقط ينتظره ليقضي حاجة مؤمن ويعود بالعشاء، فقال الخادم احترس أن تأتي بعشاء لا يساوي تومانان تبسم رضائي قال موضوعي معك يستحق خروف يا عم.. وعلى عادته الخادم فرش الفراش في باحة المسجد الأنيق والعتيق وقد أضاء المكان بالشموع وصوت النافورة كأنه شلال هادئ يرسل القطرات على محيا الصخور .. وعنده راديو عتيق شغله على إذاعة القرآن الكريم وأخذ يشّبع نفسه من تلاوة القرآن الساحرة بصوت قارئ كأنه الكناري حين يصدح صوته ..

بعد وقت فتح الباب رضائي ومعه كيس يبشر بخير من خلال حجمه قام الخادم بوجهه وطلب منه تحضير الطعام قال لا لا كل شيء طازج ومعد للاكل.. أخذ يأكلان ويهمسان بجميل الكلام وروائع الحديث فقال الخادم لا أحسب هذا العشاء دون حاجة يا رضائي!؟ قال وهل يخفى عليك حالي وأنت الخبير يا شيخ ..

قال على الشاي حدثني حتى أستمتع بالأكل خاصة وهو من أموال مخمسة ضحك رضائي قال ومن قال لك أنها مخمسة؟! أخبرني والدك أن رأس السنة الخمسية لك هو واحدة من روايات الزهراء عليها السلام الثلاث فقال صدقت يا شيخ أن لهذا التأريخ عندي عشق خاص .. وعلى الشاي بدء يتلعثم رضائي كيف يفتح الموضوع فصار يتهرب ويقول كأن القمر داخل الحوض أنظر كيف يتراقص مع النافورة! فقال الخادم وهل فاتحتها؟! بصدمه من هي؟! قال التي تريد الحديث عنها! قال وما أدراك قال منذ اخبرتني تريد العشاء معي تبسم الاثنان وقال والله خففت علي الإحراج حسننا سأخبرك بما في قلبي..

قال رضائي أنا انوي مفاتحة طالبة معي في الجامعة اراقبها منذ ثلاث سنوات، ولكن لا أعرف كيف وهي يبدو عليها الثراء والغنى وانا وضعي تعرفه يا شيخ! قال الخادم آه وهل تظن أن الحل عندي! لو كنت كذلك أعلم أن عشائك ذهب هباء يا رضائي! بقلب مضطرب بالله عليك يا شيخ لا تؤلم قلبي فأنا في حيرة من أمري ..

الخادم حسننا لولا أنك اسرّتني بالعشاء الطيب لما خضت غمار النصائح في حقل الغام لا ناجي منه إلا قليل وقليل جدا.. تكلم يا شيخ أكاد أموت قلقا، حسننا فهمت أيها العاشق سرا.. أنا سوف اعطيك نصائح عامة لا تكتبها علي أنها منتهى العلم فأنا لست عالما! ولا تحسبها علي كتجربة لأني والفضل لله لا تجربة لي طويلة هي واحدة واكتفيت وهجرت ذاك العالم ..

ابني رضائي النساء سوق وبازار كبير جدا جدا، وفيه ما يتعب النظر حال التفرج عليه وألوان قد تصاب الذائقة بالضياع عند مشاهدة هذه الكثرة وكل لون يقول لك أنا الأجمل وأنا في طاقة تختلف! حتى ينتهي التركيز وتشوه القناعة .. فمن أراد دخول السوق عليه أن لا تشتته بهرجة البضائع وليضع سلفا في مخيلته هو ماذا يريد؟! ومن أي بزاز سيأخذ القماش؟!

ومحنة إختيار النساء أو الزوجة هو أخطر وأعظم قرار أن لم ينجح سوف تكون كل الحلول بثمن باهض على المستوى المعنوي الماورائي! فهن بعدد الأنفاس مختلفات وقد ترى الواحدة منهن هادئة بشكل لا مثيل له! وبعد الزواج يفتح صاعق الأعاصير وهنا عليك ربط البيت بفولاذ غير قابل للقلع والتهديم! لأن أمر الزواج أن لم يفلح بالشكل الشرعي أنتبه أقول شرعي يعني كل قواعده والأدوات أسسها الشرع والقناعة فيه لا ينجح وما تتصوره عند البعض نجاح هي القدرة على تجاوز المشاكل بثمن يدفعه الإنسان من صحته وراحة البال!

رضائي مندهش! والخادم مسترسل يا رضائي أحذر الغيورة التي تقف عند كل محطة معك! حتى تثخن جراحك وتستهلك كل الأعذار ولم تعد بقادر على التوازن وتفقد حتى ثقتك بنفسك وعملك! فليس من فراغ ذلك الحديث 《روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام): "إيّاك والتغاير في غير موضع الغيرة، فإنّ ذلك يدعو الصحيحة منهنَّ إلى السَقَم" 》..

رويَ عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "غيرة المرأة كفر، وغيرة الرّجل إيمان"

فذلك لأنّ المرأة من خلالها تحرِّم على الرجل ما أحلّ الله له من زواجٍ متعددٍ –مثلاً-، أمّا غيرة الرجل فتحريمٌ لما حرّمه الله تعالى عليها وهو الفاحشة أو نشرها 》 .. وهذا الأمر ليس كل النساء تعرفه! بل في متأخر الأزمان وبمساعدة أهل الفجور ومن يكرهون الشريعة أصبحت كثير من النساء معترضات جهارا نهارا وهمسا أنهن مظلومات في مثل هذه الروايات ولا يطيقن سماعها رغم أنها وردت عن معصوم مقدس يعرف ما يصلحنا..

ولدي رضائي.. عالم النساء عالم ليس السعادة فيه على قارعة الطريق! ولو ترى ما ضخت الروايات من أوصاف للصالحة من النساء وما شمائلها وهي - الروايات والأحاديث - تنقي لنا طريق الاختيار لعرفّت أنها غصة وشيء يحتاج من التوفيق الشيء الكبير والكثير! وأنا اعرف كثير من الافاضل بل والعلماء والمجاهدين تغيرت حياتهم من والى بالقهقري بسبب الزوجة! وكان يقول آية الله السيد المدرسي دام عزه كم مجاهد أضحى نداف تحت ضغط الزوجة ومتطلباتها/ بالمعنى، وأيضا اعرف أن الغيرة دفعت زوجة كان زوجها يظن اجتهادها أحرقت مخطوطاته النفيسة بعد تجربة قام بها أخوها المعترض على اعتراف زوجها على اجتهادها وضيعت له مخطوطات سهر الليالي عليها والسبب سماعها خبر يريد الزواج لم يتزوج بعد!!!

ولدي رضائي.. سمعت شكوى أحد الافاضل والمجاهدين تقول له زوجته كل الخير الذي أنت فيه هو بسببي واياك وتقريعي لأن ابو الفضل كفيلي! وهذا الرجل يقول لو سمع الناس هذا منطق زوجتي إلا يتهمونني بالتقصير وأن ثقافتها هي منك!!!؟؟؟

يا رضائي.. سمعت من أحد العلماء أنه أراد الزواج من امرأة من عائلة علمائية فاضلة لكنها رفضت عندما حسبتها حسابات مادية وأنه طالب حوزة فقير ولا يملك شيء لولا أن رأت الزهراء عليها السلام في منامها وعاتبتها فأصبحت من البيوت الخطيرة عند الشيعة.. لكن يا رضائي هل الكل تنبهن الزهراء عليها السلام؟! هذا أمر محال.. أنا أقول لك انظر لروايات المعصومين فهم خبراء خرائط الإجتماع ويعرفون مواصفات تلك التي تصلح لبناء أسرة، ألم يقول الحديث اظفر بذات الدين تربت يداك! ذات دين حقيقي وقناعة حقيقية لا تنزل عنه ولا تتنازل مهما داهمتها الماديات والبهارج! والسؤال كم عدد هؤلاء في عالم تتحكم فيه السوشيال ميدا؟! ألم تشاهد نشرات إحصائيات الطلاق وأغرب الأسباب!؟ ألم تشاهد نشرات الجهات الأمنية كم زوجة تجرأت على زوجها بالقتل والخيانة هل هذا زمن لا يستحق أن يبذل من يريد الارتباط بإنسانه يبذل كل جهده ليجد من تعينه على مزالق الحياة ومصائبها! ولدي رضائي إبحث عن من تعرف الزهراء عليها السلام وتؤمن بزينب عليها السلام بالواقع لا مظهر وزخارف مهما بلغ قلمها ومؤلفاتها لأن تبقى الحياة العملية مختلفة عن التنظير! وعلى كل حال أنا يبدو من كان يريد البوح وليس انت لذا سأدفع ثمن العشاء وامري الى الله ..

 

v    القصة هي أحد أنواع الفن الذي يؤكد عليه القائد الولي الخامنائي المفدى، لما لها من تأثير وسحر آخاذ على روح وقلب الإنسان وهي أحد وأهم أنواع جهاد التبيين..

 

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك