المقالات

من طلب الزيادة وقع في النقصان..!


حوراء علي الحميداوي ||

 

علمنا رسولنا الكريم التحلي بالكثير من الأخلاق الحميدة، والابتعاد عن الأخلاق الذميمة، وإنّ من أسوأ الطباع التي يجب أن نبتعد عنها هو طبع الطمع، والطمع يعني الرغبة في الحصول على كل شيء، وامتلاك المزيد منه دون النظر إلى حاجة الآخرين منه، وهو عكس القناعة والرضا، فالإنسان الطماع إنسان لا يملأ عينه إلّا التراب، وهو إنسان لا يشبع ولا يرضى بما قسمه الله له، بل يبحث دوماً عن المزيد وإن كان على حساب الآخرين.

الطمع عبارة عن رغبة جامحة لامتلاك الثروات أو السلع أو الأشياء ذات القيمة المطلقة بغرض الاحتفاظ بها للذات، بما يتجاوز احتياجات البقاء والراحة بكثير، وهو يسري على الرغبة الطاغية والبحث المستمر عن الثروة والمكانة والسلطة، وايضا هو الهوس بامتلاك جميع الثروات والسلع لابهار المجتمع المحاط بنا.

قيل قديماً إن القناعة كنز لا يفنى، وقيل أيضاً إنّ الطمع ضر ما نفع، وهذان القولان صحيحان تماماً، فالإنسان القنوع إنسان مرتاح البال، راض بقضاء الله تعالى ورزقه الذي كتبه له، سعيد بما يملك ولو كان قليلاً، على عكس الإنسان الطماع الذي يظن أنّ كثرة المال هي ما يجلب السعادة، فينطلق في هذه الدنيا راكضاً ركض الوحوش حتى يحصل على المزيد وينسى أن العمر يمضي، فيترك عائلته ومن يحبونه وراء ظهره، ويجري ليجمع النقود ويكنزها، وهو بذلك يخسر كل شيء جميل في هذه الحياة دون أن يشعر.

يعد الطمع صفة من الصفات اللا حميدة مهما اختلفت العصور واختلفت الأوقات، فمنذ قديم الزمن وتلك الصفة مرفوضة تماما حيث أنها تتسبب في الكثير من الخراب والدمار في المجتمعات، وذلك لأنها تساعد على نشر الفوضى بكثرة.

بسبب تلك الصفة تندثر الأخلاق الحميدة وتعم الأخلاق الذميمة، هذا يعد سبب من أسباب تأخر المجتمعات، وليس ذلك فقط بل يعتبر أيضاً من أسباب الحروب بين الدول، فالطمع صفة لا تقوم بالتأثير على الفرد فقط بل تؤثر على المجتمع بأكملة.

قال الله  سبحانه وتعالى

 ((وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ)) [ص: 24]. (لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ: بسائق الطَّمع والحرص، وحب التكاثر بالأموال التي تميل بذويها إلى الباطل إن لم يتولَّهم الله بلطفه).

 

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك