د. بلال الخليفة ||
ان العالم يعيش مخاض ولادة قطب عالمي جديد بقيادة الصين وروسيا ودول البريكس وشانغهاي، والذي عجل بالولادة هي الحرب الأوكرانية، توجد عدة خطوات قامت بها الصين وروسيا في عدة خطوات لنعجل بتلك الولادة ومنها نية البريكس استحداث عملة عالمية وتكلمنا عن تلك الخطوات في مقالات سابقة.
بدا العالم يعي ما سيحدث، وباءت خطوات الغرب والناتو بالذات في الفشل من اجل اجهاض تلك الولادة القادمة لا محالة، بل انقلبت عليهم وعجلت الولادة.
حتى حلفاء الغرب بدأوا بأخذ خطوات تقربهم من الشرق وعلى راس تلك الدول هي المملكة العربية السعودية، التي اتخذت خطوات جريئة جدا ومنها الاتفاقية الإستراتيجية مع الصين وطلبها بالانضمام الى دول البريكس ونيتها بالتعامل بالإيوان الصيني في التعاملات مع الصين وكان اخرها التقارب مع الجمهورية الإسلامية في إيران، الجمهورية الإسلامية هي ركن مهم من اركان المعسكر الشرقي وخصوصا ان الجمهورية تشهد تطور كبير في جميع المجالات وبالخصوص في المجال العسكري في الطيارات المسيرة والصواريخ البالستية.
الجانب الاخر المهم جدا في التنافس الشرقي والغربي هو المجال الاقتصادي وحرب الطاقة الذي أصبح بينا جدا والذي تنبه له الغرب واستخدمه أيضا في الحرب الأوكرانية حينما قام بعقوبة الشركات النفطية العاملة في روسيا وكذلك أيضا قام الغرب بتحديد سعر النفط والمنتوجات النفطية وهو بادرة سيئة وينذر الخطر الكبير لكل الدول المنتجة للنفط.
المملكة العربية السعودية هي أكبر منتج للنفط في العالم وبالتالي اوجست خيفة من القرار الأوربي والذي من الممكن ان يستخدمه الغرب ضده وبالتالي بدأت المملكة العربية السعودية باتخاذ خطوات مهمه جدا على الصعيد العالمي والتي نوهنا عنها في أعلاه بالتقرب وبخطوات مهمه الى المعسكر الشرقي وما التقارب الإيراني السعودي الا حلقة من تلك الخطوات الصحيحة والكبيرة والتي حتما ستغير خارطة القوى العالمية وخصوصا في مجال الطاقة في العالم.
فالدولتين تمتلكان احتياط كبير من النفط فالسعودية تمتلك الاحتياط الثاني في العالم وإيران تمتلك الاحتياط الثالث في العالم ولكم ان تتخيلوا ان أكبر احتياط نفطي عالمي في العالم هو خارج الهيمنة الغربية وان تلك الدول بدأت بالتقارب والذي سينعكس حتما على القرارات السياسية والاقتصادية العالمية.
قلنا انفا ان المملكة لعربية السعودية اتخذت خطوات مهمة جدا في التوجه نحو الشرق، اما الجمهورية العربية الإسلامية فإنها قد سبقت الجميع في إظهار العداء للمعسكر الغربي حينما رفعت شعار ان أمريكا هي الشيطان الأكبر وتحملت ما تحملت نتيجة عدم خضوعها للهيمنة الغربية من حصار استمر منذ انتصار الثورة الإسلامية المباركة والى اليوم الحالي.
لكن اين يقع العراق في خضم هذا التحول الكبير الذي يشهده العالم؟ وما هي الخطوات التي اتخذها تماشيا مع ولادة القطب العالمي الجديد؟ لكن والى الان نرى ان العراق يمضي بطريق مخالف لما اتجهت اليه العربية السعودية وطريق الجمهورية الإسلامية الثابت وهو معاداة الهيمنة الغربية، فنراه يرتمي يوما بعد يوم في الحضن الأمريكي ووصل الامر الى ان السفيرة الامريكية تلتقي وبشكل يومي بجميع مسؤولي الدولة من رئيس الوزراء الى الوزراء ووصولا الى مدراء وموظفي الحكومة البسطاء.
نراها تتحكم في اقتصاده ونفطة وقطاعاته المختلفة ومنها الكهرباء دون رادع بل تتجه الحكومة باتخاذ خطوات اكثر تقاربا من الغرب، بدل من تفعيل الاتفاقية الاستراتيجية مع الصين وبدل اعتماد عملة أخرى غير الدولار في التعامل الاقتصادي وخصوصا ان العراق وفي الوقت الحالي يعاني من ازمة تحكم الغرب بالدولار الأمريكي، ونشاهد المسؤول الحكومي يتفاخر بان العراق رفع رصيده من الاحتياط الاستراتيجي من الدولار الى 115 مليار دولار، وكان الأفضل ان يستغل الفائض من العملة في انشاء حساب عملة صعبة بعملة الايوان الصيني وخصوصا ان العراق يمتلك تعامل تجاري مع الصين يصل لأكثر من 30 مليار دولار.
وخلاصة الامر ان على العراق ان يتخذ خطوات جديه وفعلية تقاربه مع الصين وعلى اقل تقدير ان يقوم بخطوات مشابهه لخطوات المملكة العربية السعودية وان أولى الخطوات التي يجب ان يتخذها العراق هو الانضمام الى البنك الاسيوي الذي يعتبر الراعي الرسمي لطريق الحرير وهو أيضا يعد بمثابة البنك الدولي.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha