المقالات

عقوبات جديدة بإسلوب قديم


علي عنبر السعدي ||

 

أمريكا وهوس العقوبات - فاعلية أم ابتهالات وثنية ؟؟

- كمن يحاول اطفاء الحرائق بيديه

في لقاء جمع بوتين مع مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون ،خاطبه بوتين بأن شعار النسر الرئاسي الامريكي يحمل غصناً وحبات زيتون دليل السلام ، فلماذا تتصرفون بمنطق الحرب ؟ فأجابه بولتون : لم أت اليك بالمزيد من حبات الزيتون - فردّ بوتين ساخراً : ولم أكن أتوقع منك ذلك .

لايكاد يمر يوم ،من دون اصدار عقوبات أمريكية على دولة أو أحد ما ، في انحاء العالم ،حتى أصبحت بمثابة ادمان أو هوس ، أو كمن يحاول إطفاء الحرائق بيديه .

من يتابع تاريخ العقوبات الأمريكية ،سيجد انها تزداد طردياً ،كلما ازدادت الأخطار التي تهدد وحدانيتها في الهيمنة ، فهي قد وضعت في استراتيجيتها مقولة " اذا كان القرن العشرين قد انتهى أمريكيا ، فعلى القرن الواحد والعشرين ان يبدأ وينتهي أمريكيا " لذا تحاول اطفاء نقاط التهديد الواقعية أو المحتملة ، فهل ينفع ذلك ؟؟

المستهدفون بالعقوبات ،باتوا يتزايدون عبر العالم ، والمتجاهلون لها كذلك  ، ما يخلق نوعاً من (التضامن ) بين المتضررين ، وبدء  البحث عن بدائل ، ويبدو انهم نجحوا أو تكيفوا بنسبة ما ،كما فعلت روسيا والصين مثلاً .

 العقوبات الأمريكية لم توقف كوبا أو كوريا الشمالية أو ايران أو فنزويلا، ولم تردع الافراد والجماعات الذين شملتهم  ، فأمريكا بعقوباتها تستهدف خصومها او أعداءها ، ومعظم هؤلاء ، وبعد توالي سلاسل العقوبات التي لاتنقطع ، حيث أصبحت السلاح شبه الوحيد بيد أمريكا ، تدبروا أوضاعهم بشكل أو بآخر ،كما ان الكثيرين ،لايمتلكون في أمريكا مايخشون عليه ، وتكاثرت تبعاً لذلك ، الطرق والوسائل التي تتبعها الشركات والمصارف ، لتجاوز العقوبات الأمريكية ، التي تحولت والحالة هذه ،أشبه بسلوك فلكلوري أو افلام رامبو .

 لكن أمريكا لن تستطيع التخلي عن العقوبات في أية حال ، لأنها اصبحت واحدة من عوامل ابراز قوتها وايحائها انها ستبقى ممسكة بزمام العالم ، وان تحولت الى مجرد " ابتهالات وثنية" أو أفلام هوليودية...

 

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك