المقالات

السوداني وعصا موسى!.. 

1319 2023-03-04

ا.د. جهاد كاظم االعكيلي ||

 

كانت لعصا موسى دلالات عديدة، أراد من خلالها ارسال رسائل تثبت صدق إدعائه في رسالته لقوم غلب عليهم أمر فرعون وأوهمهم عن خط الهداية والتحرر من العبودية، ولهذا أصبحت دلالات عصا موسى واضحة في حل أمر عجز الآخرون عن تخطي الصعاب في قضايا الناس التي تخص حياتهم بكل جوانبها المادية والمعنوية، ومنذ ذلك الزمن بقت هذه العصا مضرب الأمثال أمام إستحالة تخطي الصعاب والأزمات ..

وفي العراق بقى أيضا يبحث عن من يمتلك القدرات لترتيب أوضاعه المرتبكة،  وذلك للعبور إلى بر الأمان وتغيير حال الناس نحو هدفهم المنشود، لكن عصا موسى في دلالتها الرمزية أمسكها الكثير من أصحاب السلطة من خلال وعودهم وخطبهم لإجراء ما يطلبه أو يتمناه الشعب من تلبية مقومات الحياة  التي تخص الخدمات العامة التي توفر الأمن والإستقرار لهم، غير أن واقع الحال يتطلب الكثير من بذل الجهود لتخطي حالات الفساد المنتشرة في مؤسسات الدولة العراقية  وتخطي الأزمات التي تعيشها ..

ودولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لا يقدر على مسك هذه العصا لوحده ما لم تتظافر وتتكاتف معه جهود الوزراء في كابينته الوزارية أو المسؤولين الآخرين المعنيين، بقصد إجراء التغير المنشود في مرافق الحياة العامة، لكن الحقيقة تقال أن هذا التكاتف والتآزر بدا لنا واضحا من خلال حديثة للمسؤولين في دوائر الدولة ومؤسساتها أمام وسائل الإعلام ومطالبته بإصرار واضح بتقديم ملفات الفساد في الوزارات ومتابعة المشاكل الحقيقية التي تعيق العراق من بلوغ مرحلة النهوض والتطور وحلحلتها، وكذلك وقوفه أمام المسؤولين في الشركات التابعة للدولة والمسؤولة عن تنفيذ المشاريع للإرتقاء بمستوى البنىى التحتية والإنطلاق بها إلى مستويات أرقى وأكبر ..

وما يفرحنا حقا هو تحذيرات السوداني التي وجهها علنا للمقاولين أو أي جهة أخرى بالكف عن التلاعب بالمال العام وتعاطي الرشا، وتهديده علنا لهؤلاء بمعاقبتهم ومعاقبة أي جهة تبتزهم وهم يشرعون في إنجاز المشاريع الموكلة لهم ضمن الحزمة الحكومية الأولى لإعمار العاصمة بغداد، ومن المؤكد أن تحذيرات السوداني هذه إنما تُعد إشارة واضحة وصريحة في الرغبة والإندفاع التي يظهرها صراحة عبر حزمة من البرامج الحكومية التي تم طرحها أو التي ستطرح لاحقا ..

وهذا يعني أن أمل العراقيين بالسوداني وكابينته الوزارية، يتطلب تعاون اداري كبير إذا ما أمسكوا بالعراق والسير به نحو إصلاح حقيقي لمجمل أوضاعه الإجتماعية والإقتصادية والتنموية والخدمية، وطبعا هذا الأمل سيتصاعد أكثر وأكثر ويوما بعد آخر إذا ما تم تفعيل جميع قوى مؤسسات الدولة لجهودهم مع السوداني على طريق النجاح، وحينها سيشعر المواطن وكل من موقعة بتحمل المسؤولية الكاملة بنقل البلاد الى بر الامان

 من خلال دعم مشاريع البناء والإعمار والحفاظ على المال العام والإلتزام بالقانون وحفظ النظام حتى تفعل عصا السوداني وحكومته فعلها الصحيح التي لم يستطع أحدا أن يفعلها غيره من قبل ..

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك