المقالات

النهوض بعد النكوص، قوة..!!


كوثر العزاوي ||

 

إنّ العبد هو: مجموعة حاجات دنيوية وأخروية لا مناص من إشباعها إن تحقق له ذلك، أو الصبر حيالها في نطاق ما هو خاضع للتأجيل لعلمِ الله تعالى بما ينسجم ومصلحة العبد، لكن ثمة صدمات تحصل للعبد تُسبِّب منعطفًا قد يسفِرُ عن انتكاسة تعرقل حركته نسبيًا أو كليًا! فيصبح السؤال عندها، كيف يمكن للمبتلى كونه صاحب هدف من تحقيق هدفِهِ بعد تعرُّضه لانتكاسة ما؟!

ينبغي عليه إذا كان ينوي النهوض وهو عازمٌ على المضي في تحقيق أهدافه والوصول، فسوف يحتاج إلى الحافز للقيام بذلك، لانّ الحافز هو الوقود الذي يحرّك عجلة المسيرة نحو الأهداف السامية،

فبينما ينظر بعض الناس إلى النكسات على أنَّها نهاية الأهداف والفشل، تجد أصحاب الغايات السامية يعَدُّونها مصدر إلهام للعمل، وباعثٌ لاجتياز المحنة بجدّ، بل ومضاعفة الإمكانية لكسب الدوافع بأيَّة طريقة يختارها! فالتعامل مع الانتكاسة يمكن أن يكون مشجّعًا للنهوض مجددًا بين التحدّي والثقة بالنفس، وقد يختلف هذا من شخص لآخر لخصائص معينة.

وعلى الرغم من أنَّ الانسان غير قادر على التحكّم دائمًا بظروف الحياة، إلّا أنَّه يُمكِنه التحكّم باستجابَتهِ لتلك الظروف والتأقلم معها من خلال فنّ التعامل ليديرها وِفقَ مهارتهِ، وذلك عبر التوكل على الله والثقة به وحسن ظنه به "عزوجل" اذا أمتلك الفهم الصحيح لفلسفة الإبتلاء ومفهوم الصبر، وبذلك تبدأ عملية الاقتراب من الهدف خطوة بعد خطوة.

وشيئًا فشيء تتجلّى حكمة الباري "عزوجل" وتنجلي غمامة الحزن، فيُدرك العبد ماذا تعني النكسات في حياته! ليُبصِر أنَّ هناك شيئًا يحتاج إلى تحسين في مجريات حياته، أو أنّ ضعفًا ما  يحتاج إلى تقوية بنيانه! وما عليه بعد التشخيص إلّا إمعان النظر إليه ليدرك الحقيقة، بأنَّ الإنتكاسات: ماهي سوى دروس تحفّز الانسان على مواصلة المسير لا أن تُقعِدهٌ وتُبعِدهُ عن نهج تكليفه البتة! طالما يحدّثُ نفسهُ معتقِدًا بخلافة الارض.

 

٦-شعبان١٤٤٤هج

٢٧-شباط٢٠٢٣م

 

ــــــــــــــــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك