المقالات

معاوية!؟

1417 2023-02-22

حسين فرحان ||

 

ثلاثون حلقة سيتم عرضها وفرضها في شهر رمضان المبارك المنزه عن أن يشوب لياليه ذكر أهل السفاح والبغاء.. حلقات تستعرض حياة (الخال!) خالية من الموبقات في واحد من  مسلسلات الترقيع التاريخي.. قد أنفقت على حلقاته ملايين الدولارات طلاء وتلميعا وتنميقا..

ثلاثون حلقة ستكون بمثابة ما ابتُدِع ذات ليلة رمضانية فقيل عنه (نعمت البدعة)!.. فهي التي يُرجى منها خلق صورة نمطية في الأذهان بأن ابن من لفظ فوه أكباد الأزكياء (خوش ولد وحباب).. ليقال عنها: "نعمت الحلقات"!!.

ثلاثون حلقة يُرجى منها محو ما أعلنه الكبيسي بأن معاوية مرتد.. أو ما كتبه أسامة أنور عكاشة حول أبناء البغايا وهو يتسائل: "كيف أصبحوا أمراء للمسلمين"؟.. أو ما صرح به عدنان ابراهيم في أكثر من موضع بأن معاوية تلاعب بالدين وأنه خرج على إمام زمانه وما ذكره من انتفاء الحاجة لأحاديثه مستدلا بما قاله ابن الوزير اليماني صاحب العواصم والقواصم..

ثلاثون حلقة سيراهن عليها عشاق ابن هند بأنها ستثبت وتبرهن بأنه قضى من العمر شطرا في كتابة الوحي!! وستتكفل بذلك دقة شاشات العرض وجودة صورتها وصوتها!

إننا نتخيل ابن العاص وهو يتابع المسلسل متعجبا من معاوية وهو يظهر بحلة جديدة لم يعهده عليها حين يراه الزاهد العابد القديس الورع!..وقد يتسائل: هل ستتضمن مقدمة المسلسل شيئا من حوارية الحارثي مع صاحبه حين عيره بالدمامة؟.. وهي حوارية لو وضعت في كفة ميزان ووضع مسلسل الترقيع في كفة أخرى لرجحت كفتها وألقت بحلقاته في مزبلة التاريخ كصاحبها..

"دخل شريك بن الْأَعْوَر الْحَارِثِيّ على مُعَاوِيَة وَكَانَ دميما قَصِيرا فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة انك لدميم والجميل خير من الدميم وانك لِشَرِيك وَمَا لله من شريك وَإنَّك لِابْنِ الْأَعْوَر والبصير خير من الْأَعْوَر فَكيف سدت قَوْمك

فَقَالَ لَهُ شريك يَا مُعَاوِيَة انك مُعَاوِيَة وَمَا مُعَاوِيَة إِلَّا كلبة عوت فاستعوت وانك لِابْنِ حَرْب وَالسّلم خير من الْحَرْب وَإنَّك لِابْنِ صَخْر والسهل خير من الصخر وانك لِابْنِ أُميَّة وَمَا أُميَّة إِلَّا أمة صغرت فَكيف صرت أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ خرج من عِنْده وَهُوَ يَقُول

(ايشتمني مُعَاوِيَة بن صَخْر ... وسيفي صارم وَمَعِي لساني)

(وحولي من ذَوي يمن لُيُوث ... ضراغمة تهش إِلَى الطعان)

(يعيرني الدمامة من سفاه ... وربات الْخُدُور هِيَ الغواني)..

كلمة عاشورائية خالدة لا ينبغي نسيانها ستكون حاضرة في الوجدان عندما يحاول البعض تلميع صور الطغاة:

 "اِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ".

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك