المقالات

تكرار التزيف جريمة مركبة


المحامي / عبد الحسين الظالمي

 

كثر الحديث سلبا وايجابا حول المسلسل التلفزيوني المتوقع عرضه في ليال شهر رمضان المبارك   هذه السنة من خلال شبكة ام بي سي عراق والذي يتحدث عن سيرة الصحابي معاوية ابن ابي سفيان

مؤسس الدولة الاموية في التاريخ الاسلامي  ، با لتاكيد هكذا عمل جاء رد على الدراما الايرانية التي تناولت شخصيات اسلامية قرأ نية  ولا نريد الحديث عنها اصابة ام اخفقت في طرح سيرة الشخصيات التي تناولتها  بدءا من المختار الى النبي يوسف ثم اصحاب الكهف وغيرها  رغم اننا جميعا نعرف ان هذا الامر ابتداءا  يعود الى فلم الرسالة  عندما تناول الرسالة الاسلامية ، اذ نترك الحكم للجمهور المشاهدين الذين يتابعون هذه الاعمال .

وانا اتابع ما يكتب حول مسلسل معاوية ابن ابي سفيان

ارى هناك ردود فعل مختلفة انقسمت الى قسمين

قسم مؤيد وقسم ناقد ورافض لكون هكذا شخصية جدلية تثير امور يراد ان لا تثار في هذا الظرف الحساس الذي تعيشه الامة  وقسم يؤيد طرح هذا الموضوع ليرى ماذا سوف يكتب القائمون على هذا العمل الدرامي ومن اين يبدؤون  ، من سيرته قبل الاسلام وسيرة ابائه وجداده  ام من فترة دخوله للاسلام  ومواقفه بعد ان اسلم ام من تاريخ شقه لعصى المسلمين وخروجه على امام زمانه خليفة المسلمين الرابع باتفاق الامة ونفس القائمين على كتابة السينا ريوا يعلمون ومتأ كدين ان الخليفة الرابع علي ابن ابي طالب ومعاوية ليس خليفة من الخلفاء الراشدين فكيف جاز له الخروج على اجماع الامة وكيف سفكت الدماء  نتيجة  ذلك في حربين طاحنتين راح ضحيتها العشرات من حملة القران

ونفوس صحابة اجلاء كيف يمكن للقائمين اخراج ذلك؟

كيف سوف  يخرجون للامة نقضه للاتفاق مع الامام الحسن وتوريث ابنه  بالحكم رغم عدم توفر شروط قيادة الامة فيه ؟.

في تاريخنا الاسلامي توجد محطات مهمة لا يمكن تزيفها

باي شكل من الاشكال ولا يمكن تأويلها مهما حاول البعض منها حربي صفين والجمل بين طرفين احدهم خليفة المسلمين بإجماع الامة  وبين طرف خارج عن هذه الخلافة ومؤسس لا اول انشقاق في للدولة الاسلامية

وكما ذكرنا سقطت في هذين الحربين دماء زكيه مسلمة ومن صحابة الرسول  ومنهم الخلص فهل يمكن ان يصح القول ان سيدنا معاوية  رضوان الله عليه قاتل سيدنا علي  رضوان الله عليه  وعندها نكون ام هدر لدماء طاهرة زكيه منها على سبيل المثال دم الصحابي عمار ابن ياسر وهل ينفع التأويل  لحديث الرسول عن مقتل عمار  ( تقتله الفئة الباغية )؟. وكيف ينظر بعض مشايخ المسلمين الى قضية الخروج على الامام وهم القائلين بعدم الخروج على الحاكم برا كان او فاجر ا فكيف اذا كان الامام و خليفة المسلمين هو علي ابن ابي طالب الذي لا ينكر فضائله حتى اعدائه ؟

من وجهة نظري دعونا نرى ماذا يفعل القائمون على هذا المسلسل وكيف سوف يسوقون هذه المحطات في تاريخنا الاسلامي ، يعترفون بالحقيقة ويكشفون الحق ام يغالون ويكررون الزيف الذي حملته بعض الكتب  وما قام به بعض الكتاب واغلبهم كتاب سلطة . ، صراحة اراها ورطة كانت بين طيات الكتب وصدور العلماء والان يراد لها ان تكون بين طيات الاثير.

كثير من ابناء الامة لم يقرأ الكتب التاريخية  التي تتعرض لبعض الشخصيات  وتقف حدود معرفتهم بما يتعلق با معاوية ويزيد بحدود قضية الامام الحسين ابن علي ابن ابي طالب  واما اذا تحول الموضوع الى دراما وفي شهر مقدس اعتقد ان الامر سوف يخرج عن سيطرة القائمين على السيناريو وسوف تحدث موجه من التنقيب بين الصفحات لمعرفة الحقيقة

ويبقى السؤال الاهم لماذا ام بي سي عراق اولا  ولماذا في شهر رمضان المبارك ؟ ولماذا العربية السعودية  وهي خادمة الحرمين الشريفين  ويفترض ان تكون بعيده عن المواضيع الجدلية  لانها تتهم من يثير تلك المواضيع بالتطرف !!؟  وهذه مفارقه .

اذا دعونا نرى ما سوف يجود به القائمون على  الامة من جديد  في هذا العمل .

واخوف ما اخاف منه ليس ما يتضمنه هذا المسلسل بل ما اخاف منه ان  تنشغل الامة العربية الاسلامية  با احداث المسلسل  وما يحث من جدل  حوله وهناك من يريد ان يمر مشروعا طائفيا  او مشروع سياسي كبير يجري الاعداد له في الخفاء وعلينا جميعا ان نضع ذلك بالحسبان .  خصوصا وان عرض المسلسل من شاشة قناة  نعرف جيدا من يقف خلفها ومن يدعمها

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك