المقالات

الثقافة العربيّة بريق الماضي ووهج المستقبل


الشيخ الدكتور محمد علي الدليمي||    بعد ان كان العرب هم الحاضنة الثقافية والاجتماعية والسياسية للعالم برمته. اصبحت اليوم انظار أبنائه منبهرة بالغرب وثقافتهم الهجينة وأغلبها فاقدة لابسط المقومات ومنها ان تعطي للفرد بالمجتمع قيمته الحقيقية.. يتزايد  الهوس بالثقافات الأجنبية والآسيوية بين صفوف الشباب العربي، ولاسيما الذين يخدعون بالشعارات وما ينقلهم لهم العالم الافتراضي وبالاخص المرئي منه.. فما موقف الأجانب من الثقافة العربية؟  وما الصورة النمطيّة للعرب في بلادهم؟ لتقيم السؤالين السابقين علينا معرفة ان سفر الأجانب إلى بعض الدول العربية يتطلب نوعًا من الشجاعة والبحث المكثّف عن استقرار الدولة وأمانها، كما أن بعض الإعلام الغربيّ قد لا يُظهر الدول العربية بأبهى صورة، وقد يصوّرها وكأنها بلاد الجحيم والموت، و أنهم شديدو الثراء وكثيرو الحروب، ويملكون النفط ويعيشون مع القنابل والإرهاب، وأنه من الغريب أن يسافر الغربي قاصدًا بلدًا عربيّ. دور الأفلام في رسم صورة الإرهاب للعرب، هذه الصورة السيئة تعتبر الصورة النمطيّة للعرب خاصة في أمريكا، مع ان الإرهاب موجود في كل مكان، وحاضر في أمريكا كما هو في البلاد العربيّة، فالإرهاب والجريمة لا يستقران في مكان واحد على الخريطة. إن معظم الأفلام تعرض البلاد العربيّة على أنها بلاد مليئة بالجهل، وهناك بالتأكيد أشخاص صدّقوا ذلك وأخذوه على أنه حقائق ومعلومات، لذا صدقوا أن العرب بعيدون إلى حدٍ ما عن التكنولوجيا والتقدم. ومع أن كل ما يُقرأ أو يُسمع تثبت صحته من خلال التجربة فقط ، وفي المقابل قد لا ينظر العرب إلى الأشخاص الأجانب بهذه الطريقة بل يحيطونهم بالمحبة والاحترام منه يصل للمبالغة.. فكرم الضيافة وحسن استقبال الضيف عند العرب يشعر به كل من يتعرف على ثقافتهم وتقاليدهم هذه العادات الخاصة بالضيف، كالتزاور المستمر لتقوية العلاقات، واستقبال الضيف بحرارة حتى يشعر بقيمته. لا تجدها الا عند العرب الاحتفال عند العرب بالاجانب والتي تشعرهم بنوعٍ من الدفء، وبالاخص بالأعياد أنها إحدى أجمل سبل التواصل بين العائلة، حيث مراسم الأعياد المباركة في البلاد العربيّة، لها نكهة خاصة وهي محاطة بانضباط عالي واحترام خاص و خلال العيد يزور الفرد كل عائلته حتى وإن لم تكن قريبة منه جغرافيًا، وبهذا يكون الترابط الأسريّ أقوى بكثير مما اعتادوا عليه في بلدانهم  من كل هذا أن الثقافة العربية لم تفقد بريقها حتى وإن لم تكن في أفضل أيامها، ولا تزال قادرة على جذب الآخرين وبثّ الفضول والحب في قلوبهم، حتى وإن لم يكن ذلك سهلاً في الوقت الراهن. لكنها ستبقى موثرة ولها وهج وتاثير ساحر  اذا ما تحققت الاساليب الناضجة التي تمكن ألعالم من معرفة الثقافة العربية الأصيلة..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك