المقالات

هل أكملت رسالتكَ في الحياة ؟!

1328 2023-02-16

زيد الحسن ||

 

نحن الحالمون واقصد بكلمة ( نحن ) جميعنا ، انا وانت وهم ، نحلم بامتلاك الاشياء ، وحتى بامتلاك المقامات ، واحياناً نلهث حفاة العقول خلف غاية ما ، وسرعان ما نكتشف انها لا تساوي قشرة بصلة ، فنصاب بالاحباط ونشعر بقزميتنا بدليل اننا نعود لنحادث انفسنا ونقنعها بعدة حوارات هشة جداً .

الحلم المشروع ؛

نحلم ببناء اسرة ، ونفعلها و نخطط النظريات المثالية للمحافظة على هذا المنجز ، وتسير بنا الايام لنكتشف ان نظرياتنا كانت مقبورة تحت اقدام الواقع ، وان كل ماحصل معنا ترتيب من ترتيبات الاقدار ، ان كان النجاح حليف لنا انتفخت لنا الاوداج زهوا ، وفتلت لنا عضلات التباهي ، وان كان الفشل يطرق ابوابنا ويدخل ليتربع على عرش تهديم نظرياتنا نلوذ بفكرة ان الاقدار تعاندنا ، ولا نملك شيئاً يسعف خيبتنا ، ونعاود الاحلام علها تطوف سمائنا .

حب الذات ؛

جميعنا نعش ذواتنا ،حتى المرآت اشتكت لفرشات تصفيف الشعر ، هندامنا و عطرنا المميز الخلاب ، ملك خاص بنا ، ونعتقده بصمة قوية تضاف الى بصمة شخصيتنا ، فهل ياترى في خلواتنا رأينا هذا الجسد وهو عاري كم هو ضعيف ، وكم هو يستحق الشفقة ، فايروس صغير يجعل الادوية تمزق الاوردة و الشرايين ، ونظراتنا الى طبيبنا بتوسل فيها من الجبن الشيء الكثير ، فهل تستحق هذه الحياة كل هذه التنازلات ؟.

فرق بين الاحباط وبين ان تكتشف انك بلا حول وقوة في كل مراحل حياتك ، بعد ان يعلو الشيب في مفارق الرؤوس ندرك قرب الاجل ، ونحاول ترميم انفسنا من الخارج ، ونهمل دواخل الروح ، هذه الروح المسكينة التي تحملت كل مراحل العمر ، لقد انهكناها برعونتنا ايام الطفولة ، وفي شبابنا حملناها ما لاطاقة لها به في نزقنا ، وفي ايام الكبر نريد تهذيبها لتكون وقورة صالحة محترمة ، وننسى كل ما وضعناه على ظهرها لسنوات طوال .

الخلوة مع النفس ضرورية جداً لنا ، ولا اقصد ان تكون بمفردك لتختلي بشخصك ، كلا بل الخلوة التامة مع فكرك وروحك التي في داخلك ، تلك الروح التي قاربت على الرحيل ، ان حدثتها عن بطولاتك واقنعتها بانك كنت صاحب الفضل في كل ماحققته وانك كافحت و ناضلت من اجل كل ماصنعته في حياتك ، هنا تكون انت اكبر كاذب ، وان اخبرتها ان الفشل و سوء الحظ كان خلف كل اخفاقاتك ، وانك حاولت مراراً وتكراراً ان لاتصل الى هذه النتيجة ، لكن الاقدار كانت لك بالمرصاد ، وسوء الطالع كان لك رفيق ، هنا انت ايضا كاذب .

قل الحقيقة ؛

الحقيقة اننا لانملك شيء في كل مامضى لنا في الحياة ، نحن لسنا سوى مكائن كانت تعمل وفق ما صنعت من اجله ، نحن لسنا  فلتات من فلتات الزمن ، بل نحن افات استهلاكية ، نعشق ذواتنا لدرجة نسيان ماهيتنا ، وكل افعالنا كانت لزاماً علينا ان نفعلها ، وما نجح الناجح الا لانه ناجح وما فشل الفاشل الا لانه فاشل ولا دخل لنا نحن بفشل او نجاح ، ولم يكمل احدا منا رسالته ، والسبب اننا نعيش بلا رسالة حقيقية .

 

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك