المقالات

هل أكملت رسالتكَ في الحياة ؟!

1486 2023-02-16

زيد الحسن ||

 

نحن الحالمون واقصد بكلمة ( نحن ) جميعنا ، انا وانت وهم ، نحلم بامتلاك الاشياء ، وحتى بامتلاك المقامات ، واحياناً نلهث حفاة العقول خلف غاية ما ، وسرعان ما نكتشف انها لا تساوي قشرة بصلة ، فنصاب بالاحباط ونشعر بقزميتنا بدليل اننا نعود لنحادث انفسنا ونقنعها بعدة حوارات هشة جداً .

الحلم المشروع ؛

نحلم ببناء اسرة ، ونفعلها و نخطط النظريات المثالية للمحافظة على هذا المنجز ، وتسير بنا الايام لنكتشف ان نظرياتنا كانت مقبورة تحت اقدام الواقع ، وان كل ماحصل معنا ترتيب من ترتيبات الاقدار ، ان كان النجاح حليف لنا انتفخت لنا الاوداج زهوا ، وفتلت لنا عضلات التباهي ، وان كان الفشل يطرق ابوابنا ويدخل ليتربع على عرش تهديم نظرياتنا نلوذ بفكرة ان الاقدار تعاندنا ، ولا نملك شيئاً يسعف خيبتنا ، ونعاود الاحلام علها تطوف سمائنا .

حب الذات ؛

جميعنا نعش ذواتنا ،حتى المرآت اشتكت لفرشات تصفيف الشعر ، هندامنا و عطرنا المميز الخلاب ، ملك خاص بنا ، ونعتقده بصمة قوية تضاف الى بصمة شخصيتنا ، فهل ياترى في خلواتنا رأينا هذا الجسد وهو عاري كم هو ضعيف ، وكم هو يستحق الشفقة ، فايروس صغير يجعل الادوية تمزق الاوردة و الشرايين ، ونظراتنا الى طبيبنا بتوسل فيها من الجبن الشيء الكثير ، فهل تستحق هذه الحياة كل هذه التنازلات ؟.

فرق بين الاحباط وبين ان تكتشف انك بلا حول وقوة في كل مراحل حياتك ، بعد ان يعلو الشيب في مفارق الرؤوس ندرك قرب الاجل ، ونحاول ترميم انفسنا من الخارج ، ونهمل دواخل الروح ، هذه الروح المسكينة التي تحملت كل مراحل العمر ، لقد انهكناها برعونتنا ايام الطفولة ، وفي شبابنا حملناها ما لاطاقة لها به في نزقنا ، وفي ايام الكبر نريد تهذيبها لتكون وقورة صالحة محترمة ، وننسى كل ما وضعناه على ظهرها لسنوات طوال .

الخلوة مع النفس ضرورية جداً لنا ، ولا اقصد ان تكون بمفردك لتختلي بشخصك ، كلا بل الخلوة التامة مع فكرك وروحك التي في داخلك ، تلك الروح التي قاربت على الرحيل ، ان حدثتها عن بطولاتك واقنعتها بانك كنت صاحب الفضل في كل ماحققته وانك كافحت و ناضلت من اجل كل ماصنعته في حياتك ، هنا تكون انت اكبر كاذب ، وان اخبرتها ان الفشل و سوء الحظ كان خلف كل اخفاقاتك ، وانك حاولت مراراً وتكراراً ان لاتصل الى هذه النتيجة ، لكن الاقدار كانت لك بالمرصاد ، وسوء الطالع كان لك رفيق ، هنا انت ايضا كاذب .

قل الحقيقة ؛

الحقيقة اننا لانملك شيء في كل مامضى لنا في الحياة ، نحن لسنا سوى مكائن كانت تعمل وفق ما صنعت من اجله ، نحن لسنا  فلتات من فلتات الزمن ، بل نحن افات استهلاكية ، نعشق ذواتنا لدرجة نسيان ماهيتنا ، وكل افعالنا كانت لزاماً علينا ان نفعلها ، وما نجح الناجح الا لانه ناجح وما فشل الفاشل الا لانه فاشل ولا دخل لنا نحن بفشل او نجاح ، ولم يكمل احدا منا رسالته ، والسبب اننا نعيش بلا رسالة حقيقية .

 

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك