سامي التميمي ||
كتب يزيد بن معاوية ، الى الوليد بن عتبة حاكم المدينة المنورة بأخذ البيعة عنوة من بعض الوجهاء والمشايخ والعلماء وعلى رأسهم الأمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام ، ومن يعارض فأضرب عنقه .
فطلب الوليد بن عتبة من الحسين ع البيعة ليزيد وقال له : بايع يزيد يأبن رسول الله وأذهب الى جموع الفقراء وسنتركك في حال سبيلك . فرفض الأمام الحسين ع المبايعة.
فكرر الوليد كلامة وقال للأمام الحسين ع : بأبن رسول الله هي كلمة واحدة قلها وأنصرف . فرفض الأمام الحسين ع.
الكاتب عبدالرحمن الشرقاوي عبر عن رؤيته وصورها وكتبها بشكل رائع قبل 50 عام ( الحسين ثائراً ) وأصبحت أيقونة جميلة ، وحاول بعض الفنانين في مصر من تنفيذها ، لكن أرادة بعض السياسين ، وقفت ضد تنفيذها .
د عبدالرحمن الشرقاوى يصف عن لسان حال الإمام الحسين ع ويقول :
أتعرف ما معنى الكلمة…؟
مفتاح الجنة فى كلمة
دخول النار على كلمة
وقضاء الله هو الكلمة
الكلمة لو تعرف حرمة
زاد مذخور
الكلمة نور
وبعض الكلمات قبور
بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشرى
الكلمة فرقان بين نبى وبغى
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور
ودليل تتبعه الأمة
عيسى ما كان سوى كلمة
أَضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين
فساروا يهدون العالم!
الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية
إن الكلمة مسئولية
إن الرجل هو الكلمة
شرف الرجل هو الكلمة
شرف الله هو الكلمة
في حادثة أخرى عن معنى الكلمة .
كان في بغداد رجل معروف ويشار له بالبنان هو ( بشر ) .
صادف في ذات يوم الأمام موسى بن جعفر ع ماراً من أمام بيت ( بشر ) ، وبالصدفة خرجت جاريته لترمي فضلات الطعام في الشارع وأمام البيت ، فقال لها ياجارية هل سيدك : حُر أم عبد .
فأستغربت من كلام الأمام موسوى بن جعفر ع ، لأن ( بشر ) رجل معروف بين عامة الناس في بغداد ، فقالت له :
لا . بل هو حُر .
فقال لها : ( صدقت لوكان عبداً لخاف من مولاه ) .
أنصرف الأمام ع وهو يستغفر الله كثيراً . ورجعت الجارية للبيت ، فقال لها ( بشر ) وهو يجلس على مائدة الخمر والطعام . مالذي أستبطاك ياجارية ، فقالت له مادار بينها وبين الأمام ع ، فهزت كيانه تلك الكلمة .
فنهض مسرعاً حافي القدمين وقال لها : أين وجهة الأمام من أي طرف ، فأشارت له بيدها فركض مسرعاً ، حتى أستدل على بيت الأمام ع ، وطرق بابه وجلس عنده معتذرا مستغفراً الله وهو يقبل يدي الأمام ونزل على رجليه ليقبلها فرفض الأمام ع ، ذلك الفعل ، فقال ( بشر ) يأبن رسول الله : أريد ياسيدي من هذه الساعة أن أكون عبداً لله ، وأن أترك هذه الحرية المذلة التي تأسر الإنسان وتطلق العنان للشهوة الحيوانية،
وأن أترك حرية البحث عن الجاه والمنصب، لا أريد حرية الخوض والغرق في مستنقع الذّنوب وأغدو أسيراً لها، لا أريد أن تؤسر فيَّ الفطرة السليمة والعقل السليم .
فقال له الأمام موسى بن جعفر ع ، أن الله غفور رحيم .
فهجر ( بشر ) بعدها كل المعاصي والموبقات وتاب الى الله حتى مماته . وسمي ببشر الحافي .
تمنياتنا من بعض السياسين وأصحاب المناصب ، أن يقرأوا التاريخ ، ويستلهموا العبر من تلك القصص والمواقف
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha