المقالات

النقاط السوداء!..

1261 2023-02-13

ا.د. جهاد كاظم العكيلي ||

 

تعدد المفاهيم السياسية في عصر السياسة المُعاصر، وتكاثر منابرها وتعدد القائمين عليها والمتحدثين بإسمها، وكثرة اللغط فيها، أضحت مجرد شعارات وأقوال يرددها السياسيون والمحللون من مواقع مختلفة، غير أنها سرعان ما تختفي أصداءها وتزول وتبقى الأحداث كما هي من دون أن تجد مخرجا للواقع المُعاش ..

عشرون عاما مرت من عُمر السياسة العراقية وقاموسها الذي يزخر بمفردات ومفاهيم ساعدت على إنتشار الفساد وخراب البلاد التي أختتمت بالورقة البيضاء وأطلاق إرتفاع الدولار وطار معها عقل المواطن العراقي والدينار معا، مما أثقل الحالة المعيشية للناس بعد تدهور السوق وإرتفاع الأسعار جراء إنخفاض سعر صرف الدينار العراقي ما تسبب بإستحالة الحياة عند المواطن في مقاومة إنخفاص سعر الدينار ..

غير أن الإصلاحات التي بدأ بها رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني لإيقاف هذا التدهور من خلال جولة من المباحثات والإستشارات علي صعيد الشأن المالي، وهو يصف منافذ الصيرفة بالنقطة السوداء في حياة الأقتصاد العراقي، مُشخصا بذلك خللا كبيرا كان يدور حول واقع العملة العراقية منذ سنوات، وهذه المنافذ كانت تتحكم بسعر صرف الدينار من خلال التلاعب بالدولار عبر وسائل ذكية للتحكم بالسوق وإخضاعه لهمينتها الإقتصادية ، لذا كان تشخيص السوداني هذا يُشكل قاعدة مهمة لمصداقية سياسية إختلف عن ساباقتها من الاقوال التي إعتدنا على سماعها ولكن من دون جدوى، وقد رافق هذا التصريح تحديد سعر صرف الدينار مقابل الدولار مع الرقابة وتحذير وتفتيش المتلاعبين بتضارب أسعار الدينار، فالنقطة السوداء التي تم تشخيصها هنا وتحديدها إذا ما تم التصدي لها بشكل جدي ومهني سوف تحولنا أمام نقاط بيضاء في حياتنا الإقتصادية، وعندها سنمضي في واقع الإصلاح والتغيير المنشود، وستفتح أمام العراق والعراقيين أبوابا واسعة في إستقرار حياتهم الإقتصادية، فتشخيص الجانب الأسود للواقع المُعاش ومعالجاته هو السبيل الأنجع للنجاح والتقدم ..

 

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك