المقالات

ذكرى ولادة حيدرة النور  


مانع الزاملي ||

 

ماعسانا ان نكتب وماذا نكتب بحق سيد البلاغة وراعيها ، ومبتدعها وبانيها ، الذي جاء منطقه درر،  يتواضع امامها اللؤلؤ والمرجان ! ماذا نكتب في ذكرى ولادته ، سوى ان نستشهد بقوله عليه السلام (حيث قال ( فإني ولدت على الفطرة وسبقتُ الى الايمان والهجرة ) لاشك ولاريب سيدي ومولاي يعسوب الدين .

ولد الامام علي عليه آلاف التحية والسلام ،بمكة المشرفة ، داخل البيت الحرام، وفي جوف الكعبة ،في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب المرجب سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة، ولم يولد في بيت الله الحرام سواه، وهي فضيلة خصهُ الله بها اجلالاً له ، وإعلاءً لمرتبته،  واظهارا لتكرمته .

عن يزيد بن قعنب انه قال : كنت جالسا مع العباس بن عبدالمطلب وفريق من بني عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم امير المؤمنين عليه السلام ، وكانت حاملا به لتسعة اشهر وقد اخذها الطلق ، فقالت يارب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإني مصدقة بكلام جدي ابراهيم الخليل عليه السلام وإنه بنى البيت العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت ، وبحق المولود الذي في بطني  الاّ  ما يسرت عليّ ولادتي .

قال يزيد : فرأيت الجدار  قد انشق عن ظهره ، ودخلت فاطمة فيه،وغابت عن ابصارنا ، وعاد الحائط الى حاله والتصق   فرمنا ان ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح، فعلمنا ان ذلك امر من الله عزّ وجل ، ثم خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) واسرع البشير الى أبي طالب واهل بيته فأقبلوا مسرعين والبِشر يعلو وجوههم ، وتقدم من بينهم محمدالمصطفى ( صلى الله عليه وآله )فضمه الى صدره ، وحمله الى بيت أبي طالب . حيث كان الرسول في تلك الفترة يعيش مع خديجة في دارعمه  منذ زواجه ، وانقدح في ذهن ابي طالب ان يسمي وليده ( علياً) وهكذا سماه   واقام ابو طالب وليمةُ على شرف الوليد المبارك ، ونحر الكثير من الاغنام .

ولقد تميز المولى بكنى والقاب ونعوتا يصعب حصرها ، وكلها صادرة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مواقف ومناسبات شتى ، فمن القابه عليه السلام : امير المؤمنين ،ويعسوب الدين ، ومبير الشرك والمشركين ، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، ومولى المؤمنين ، والمرتضى ، وزوج البتول ،وامير البررة. وسيف الله المسلول ،وقسيم الجنة والنار ، والهادي ، والفاروق ،والانزع البطين وغيرها من الالقاب المقدسة العالية القدر والمعنى .

وبذكرى ولادته الشريفة ، يحدونا الامل في ان نقتفي سيرته قولا وفعلا، وتقوى واستقامة ، فعلي مدرسة للعالم اجمع وللبشرية في كل خطاها ، فهو عدل يمشي على الارض وانشودة الخلود للخلاص من الذل والعبودية ، وقد اثنى عليه حتى اعداءه لكرامته ، وقيل فيه انه قتل لشدة عدالته، فمبروك للدنيا بهذه الولادة الشريفة ، ومبروك لاتباعه الحقيقيين وانصاره الخلص ، ونبتهل الى الله ان ينجينا ووطننا مما نحن فيه من فتن وبلاء بحق طلته البهية ولترتدي الدنيا وشاح الافراح وعلامات الابتهاج ، نسأله تعالى ان يجعلنا من اتباعه بحق مولده المبارك والحمد لله رب العالمين .

 

ــــــــــــــــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك