المقالات

وأشرقت الأرض بنور ربها 


عباس الاعرجي ||

 

سأتخلى اليوم عن عنواني ككاتب ، وأتحول الى صاحب مختبر من الطراز الاول وبمواصفات عالمية وعلمية ، وأضع أول ظاهرة كتجربة إختبار لهذا المختبر تحت المجهر ، للتشريح والفحص والتدقيق .

ظاهرة فريدة من نوعها ، لم تألفها البشرية من قبل ، عمّت العالم بأسره من أقصاه الى أقصاه ، بالذهول والهلع والدهشة ، إنها ظاهرة لم يرى التاريخ مثيلا لها ، شخصية قد إستثناها وبالدليل والمدرك من التعداد السكاني وعدَّها من النوادر ، رجل لن تكرره الاسماء .

وعليه يجب وضعها تحت المجهر بدقة وعناية فائقة ، وتسليط الضوء عليها وبتركيزٍ عالٍ في هذه المرة ، لأن شخصية السيد الخميني ليس كما يعتقد البعض ، أنها حالة عفوية حصلت وانتهى الامر .

كلا ففي دهاليز هذه القضية أسرار غريبة لم يفهما سكان الكوكب لحد الان ولن يفهمها ، تبدأ أولى خطوات هذه الاسرار من الفكرة والخاطرة وكيف خطرة ومتى وأين ، ومن هي الجهة التي أوحت له ، بإنشاء جمهورية اسلامية شيعية في هذا الزمن وفي هذا الظرف ، لانها لم تكن مطروقة ولا مستساغة عند بني البشر ، ولا حتى عند رجال المؤسسة الدينية آنذاك ، بل وتعتبر ضرب من الخيال والترف الفكري حينذاك   .

والسر الثاني والذي لا يمكن هظمه وإستيعابه بالمرة ، هو سعيه لا سقاط إمبراطورية شاهنشاهية مترامية الاطراف ، عمرها تجاوز الالف سنة مما تعدون ، مدعومة ومحمية من كل دول العالم .

أما السر الثالث ففيه عصى موسى وخاتم سليمان وكل معجزات الانبياء ، لانه خارج نطاق التغطية فعلا وخارج حدود المنطق وأدوات الاستقراء ، فإذا قبلنا جدلا وعلى مضض بالفقرة الاولى والثانية ، وإحتمالية حدوثها عند الغير ولو بنسبة واحد بالمئة فيما لو توفرت العدة والعدد ، لكنّ صاحبنا لا يمتلك من معدات التسليح إلا التوكل على الله وعباءة يرتديها ومسبحة تقلب حباتها أنامل يده بالتهليل والتسبيح .

ولذا بدأت الاجيال تستغيث وتتوسل بمن له القدرة والاستطاعة على فك شفرة هذه الاسرار ، وليس بوسعنا هنا إلا أن نقول لهم ... قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ۖ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى ...

ومن الممكن إسعافكم ببعض الشذرات من حياته الشريفة ، فهو ابن من لا يرقى إليه الطير وينحدر عنه السيل ، وابن أطهر سلالات النسب الهاشمي .

حباه الله بإرادة صلبة إستعصت على كل الافران في صهرها وتطويعها ، وقد حار بوصفها بلغاء القوم ، لم يمارس سياسة الانخناء في حياته قط  ، يسعى رغم خذلان المعين والناصر ، لازاحة القمامة البهلوية ، وتنصيب القامة العلوية الخمينية .

تبدد الظلام وتوارى خلف الجدران ، عندما رأى الارض قد أشرقت بنور ربها ، إشراقة هبطت من علياء الفضاء قد صنعت المستحيل ورب الموريات قدحا ، وها هو المجهر سيغنينا بالنتائج الباهرة بعد قليل .

حطت الطائرة التي تقل سيد الفقاهة وأمل المستضعفين ، القادمة من فرنسا عام  ١٩٧٩  في مطار مهراباد ، وحل معها السلام والعلم والامان ، والغيرة والحشمة والكرامة والوجدان ، كل أولئك كان عنه مسئولا .

بالتأكيد كاميراتك الجوالة يامجهري إلتقطت صور ايران قبل الانتصار ، وكيف كانت ولا أريد الاسهاب بما مضى ، ولكن أدر بوصلت جهازك الان ، فسترى العجب العجاب ولا أظنك قادر بما لا تحط به علما .

إذهب وسل الجانب الغربي والشرقي من الارض ، عن روح الله الخمبني العظيم وما فعله بشعبه وما فعله ببلده وكيف كانت وكيف هي الان ،  وعن خليفته الخامنئي ولي أمر المسلمين وعن الفارس البتار سليماني ، وعن لبنان ومن يحميها واليمن وماضيها ، والبحرين والعراق وفلسطين وسوريا ومنجيها .

سلهم ولا تخف فإنا لهم بالمرصاد ، عن المسيرات والطائرات وعن الصواريخ العابرة للقارات ، والنووي وطبه والعمران وجماله والابحاث العلمية التي أبهرت جماجم العلماء من ذوي القامات .

أجل أشرقت الارض بنور ربها وحكم الاسلام ، وانجلت الغيره وبان الصباح ، وستبقى يا سيدي ياروح الله علما ونبراسا للشعوب المضطهدة ما بقي الليل والنهار ، وتبقى إيران منار الامم لتمنع عن بؤساءهم دياجي الظلم .

وداعا يا أنيس النفوس في ذكرى إنتصار الثورة الاسلامية ال ٤٤   ....

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك