المقالات

الخبرة المكتسبة في ميدان جهاد النفس..


نافع الركابي ||

 

بداية لنستعرض مجموعة من احاديث العترة الطاهرة، حول اهمية جهاد النفس وانعكاسها على مصير الانسان في الاخرة، الإمام الصادق عليه السلام (إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث بسرية فلما رجعوا قال: مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي الجهاد الأكبر، قيل يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال جهاد النفس) وورد عن الإمام علي عليه السلام (غاية المجاهدة أن يجاهد المرء نفسه) وكذلك ورد عن الإمام الباقر عليه السلام(لا فضيلة كالجهاد، ولا جهاد كمجاهدة الهوى).

لعل العنوان يكاد أن يكون غريبا وملفت بعض الشيء، نعم انا اكتب ما اشعر به، يعيش الانسان الصراع الاكبر والاشرس في هذه الدنيا الزائلة، وهذا الأمر واضح لكل عاقل، يبقى السؤال مع من هذا الصراع، وكيف ننتصر به، وهل له وقت ينتهي فيه؟ الجواب في الحقيقة اننا نعيش حربا مع الشياطين ومع انفسنا الامارة بالسوء، والمرعب بالأمر أن هذه الحرب مستمرة مع الإنسان على طول فترة حياته في الدنيا، حتى تفارق روحه جسده.

ان الاستراتيجية التي يمكن من خلالها أن نواجه هذا الوحش المرعب، تحتاج الى تفكير عميق وقلب قوي، في ميدان الجهاد الاصغر، اي الحرب المادية فأن الانتصار فيها يعتمد على القادة بالدرجة الأولى، الذين يمتلكون الخبرة في المعارك، لأن اغلب المعارك تحتاج الى الخبرة الميدانية ومعرفة نقاط ضعف العدو، يأتي بعدها أفراد الجيش، لتكون كتلة واحدة من الممانعة لدحر العدو وتحقيق الانتصار.

إن تجربة الجهاد الأصغر، مفيدة جدا في تطبيقها على الجهاد الأمدي الأكبر والأشرس، لأنه يحدد مصير الانسان اما خالدا في الجنان، او خالدا في النار نستجير بالله، لنجعل العقل هو القائد والقلب هو الجندي، من خلال التمرس على جهاد النفس والانتصار فيها تارة والكبوة تارة اخرى يصبح لدى الإنسان خبرة في هذا الصدد، ويستطيع أن يقيم مكامن الضعف في نفسه، وايضا نقاط الضعف لدى الشيطان، فغالبا الجهاد مع النفس والشيطان يحتاج الى الحذاقة، والذكاء، والتخطيط المسبق، والرصد المستمر كما تفعل الجيوش على أرض الواقع.

احيانا يعتمد الانسان على فطرته السليمة فقط، او نطلق عليه(قلبه فطير) نعم ان هذا شيء جيد، لكن ليس كافيا لمواجهة العدو ولايتناسب مع قوة الجهاد الاكبر، بل كما نوهنا انه لابد من الخبرة في مواجهة الشيطان، وهذه الخبرة لاتعتمد على الفطرة فقط، وانما ينميها الإنسان في كثرة المطالعة ومجالس العلم والانخراط  بالمجتمع، ليعرف ماهو الجديد على الساحة من سياسة واقتصاد وإعلام وغيرها، لأن الشياطين اصبحت متلبسة بثوب الادميين، الذين يأتون اليك بوجه طلق واعلام مدسوس ليسيطروا عليك، وهنا تمكن منك الشيطان عن طريق جنوده.

ايها المؤمن المنتظر توغل في ميدان الجهاد الأكبر، ولايخيفك ازيز رصاص النظرات المحرمة، ومدافع الشهوة وليكن اصبعك على زناد التقوى والورع، وتسلح بالعلم والمعرفة، واستعن بخير الوجود محمد وال محمد صلوات الله عليهم.

 

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك