عباس الاعرجي ||
كانت البطاقة التموينية ومفرداتها في عهد النظام البائد ، مصدر عيش آمن للكثير من العائلات العراقية ، وكانت تحتوي على مفردات ومواد كثر ، وبعد سقوط النظام ، أصيبت مفردات هذه البطاقة بالتقزم والانكماش ، حتى اضحت غائبة مغيبة عن ذهن المواطن العراقي.
بيد أن هذا الغياب وان كان معيبا على الدولة ، ومؤثرا على دخل العائلة العراقية ، إلا أنه تفضله على القطع والانقطاع ، من حيث أن ظاهرة القطع والانقطاع ، لها مردود نفسي على ذهنية الفرد بشكل عام
هذه المقدمة اخترتها لحديث اليوم ، وذلك لوجود الشبه الكبير ، بين البطاقة التموينية والبطاقة الاسلامية ، فكما أن العائلة تشعر بالطمأنينة والارتياح النفسي بسبب ديمومة واستمرار هذا العطاء المادي لها وإن كان قليلاً .
فهي أيضا بحاجة ماسة إلى سلامة وبقاء مفردات بطاقتها الإسلامية ، على ماهي عليه سابقا ، وتخشى كذلك من فقدانها وضياعها بالمرة .
لكننا اليوم ، نلاحظ سقوط معظم هذه المواد من هذه البطاقة ، في منحدر خطير ، قد يؤدي بنا الى مزالق مهلكة نتيجة الجهل والغفلة وما شابه .
كانت بطاقتنا كبيرة الحجم ،ثقيلة الوزن ، كثيرة الارقام ، لكنها اليوم ، أصبحت خفيفة الظل ، عديمة اللون ، فاقدة للطعم والرائحة .
ما عادت هويتنا صلبة قوية ،كسابق عهدها ، كنا فيما مضى نتعمد باشهارها أمام الأعداء ، ولا نبالي اذا ما أصابنا مكروه منها ، واليوم نخشى ونعيب وجودها بين الأوراق .
انسينا اننا دونا على صفحتها البيضاء ، وبالارقام قمنا نعدد ، اولا وثانيا ...الصدق والعهد وأداء الامانة ، وحسن الجوار ،ومقارعة الظلم ، والزهد ، ونصرة المظلوم ، والتكافل الاجتماعي ، ونبذ التسلط والاستبداد ..ووو..أليس كذلك ، فأين هذا من ذاك ؟
إن إنتشار الاستبداد والدكتاتورية وتقديس الغير مقدس ، والظواهر السلبية الاخرى ، يتم في الأوساط التي يكتنفها الجهل والتخلف والجوع .
إن الغرب المسيحي رفض المسيحية واستبدلها بالعلمانية والمادية ، وذلك لأن الإنجيل المحرف لا يملك من القدرة والشمولية ما يستوعب الحياة في كافة مراحلها ، حيث لم يبق منه سوى ، بعض الوصايا وقد أبدلوها أيضا ولم يعملوا بها .
لقد تقدم الغرب علينا ، عندما أخذوا بالعمل ببعض قوانين الإسلام ، ولا يمكن إحصاء عددها هنا ، ولكنها بالمجمل تتناغم وتتماشا مع فطرة الانسان .
إننا نعاني من تراجع ونكوص ، وضعف في الهمة والإيمان ، فالواجب الديني يحتم علينا ، إتلاف البطاقة المستنسخة ، وتعويضها ببطاقة أصلية .
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha