مانع الزاملي ||
وضع كردستان واهلها قضية او قاسم مشترك لكل الحكومات العراقية ، منذ تأسيس الجمهورية عام 1958والى اليوم ،حيث تراوحت قضية الاكراد بين مد وجزر ، لما يشكله العامل الدولي ، والداخلي، من ضغوط مختلفة الاهداف والاسباب ، حيث استخدمت القضية الكردية وذراعها المسلح الذي اصطلح على تسميته باللغة الكردية ( بيش مركه) اي الفدائيون ، لكي تشكل القضية الكردية صداعا مزمنا لكل الحكومات رغم اختلاف سياسة ونهج كل حكومة ، والمظلومية التي عاشها الشعب الكردي لايمكن تجاهلها او القفز عليها لمجرد سوء ادارة القيادات السياسية التي مثلت هذا الشعب ، وكذلك لايمكن الحكم على انفسنا نحن لسوء ادارة المتصدين او بعض المتصدين لادارة شؤون البلد سياسيا ، فرغم مكابرتنا احيانا ولاكثر من سبب لكن من الموضوعية والايمان ان نقول الحقيقة دون لف او دوران! الاكراد واعني الطبقة السياسية الحاكمة في اربيل رغم كونهم جزء من ائتلاف ادارة الدولة الحاكمة حاليا ، حيث ان الاكراد اشترطوا عدة شروط للانخراط في الائتلاف ومن هذه الشروط ترسيم الحدود وحل قضية المناطق المتنازع عليها ، وكذلك الحصة المالية من الموازنة ، وتسوية قضية النفط المصدر من كردستان وعائدية امواله ، وكذلك المنافذ الحدودية والكمارك ولمن عائدية ريعها ، الذي يقدر بالمليارات ، وكثير من الامورالخلافية ، ورغم ان الحكومة الاطارية تجاوبت مع بعض الشروط لكني لا ارى من الحكمة ان نعطي لكردستان 12% من الميزانية للكرد ، وهم يصدرون النفط دون العودة للحكومة المركزية في بغداد ، وصار رأي عام ان الكرديستخدمون سياسة لي الاذرع ضد الحكومة ، بطريقة مايصطلح عليه شعبيا ( بالخاوة) مستندين الى الدعم الامريكي، الذي يعتبركردستان خط احمر لما يشكله الاقليم من خاصرة خطيرة في جسم العراق ، ودول الجوار !
ان الاستقواء بالاجنبي لايمكن ان يكون الحل الامثل او المقبول في المشاركة في قيادة البلد ، وهناك تململ رسمي وشعبي من بعض التصرفات الكردية ومن شخصيات كبيرة اساءت للعراق وكيانه ووحدة اراضيه ، وآخرها تصريحات محافظ اربيل التي يقول فيها حول استقبال الفريق العراقي بقوله ( انا لا احب العراق ولا انتمي له ولم ادعوا الفريق لزيارة اربيل ، وكيف احب قتلة ابي اشارة لموت والده نتيجة معارك سابقة مع الجيش العراقي ، قافزا على آلاف الضحايا الذي ازهقت ارواحهم على ايدي المقاتلين الاكراد على طول الحرب الدامية التي حدثت على ارض كردستان !!
ان النهج المتعالي والمتهور احيانا من بعض القيادات الكردية لايساهم في ارساء قواعد الاستقرار والتطور في كل العراق ، ورغم هذه المفارقات الكردية لم تسجل الحكومات المتعاقبة موقفا قويا ورادعا لكي يختفي نهج التطاول بحجج وضع العراق الامني لايسمح لنشوء صراعات جديدة، والملاحظ من خلال الاعمال التعرضية لداعش في الاشهر الاخيرة من مناطق كردية ومن كركوك تحديدا مما يدعونا لاثارة اكثر من علامة استفهام حول هكذا احداث !!
ان التلويح من قبل الكرد بالانسحاب من ادارة الدولة في هذا التوقيت بالذات ، هو استغلال لوضع العراق وازمته المقلقة المتمثلة بارتفاع سعر الدولار ، الذي القى بظلاله على كل مفاصل الحياة . على القيادة الكردية واتباع الحزب الديمقراطي الكردستاني ( حزب مسعود) حصرا ان يقدروا مايمر به البلد من وضع غير طبيعي ، وان يرحلوا مطالبهم التعجيزية لما بعد تخطي العراق ازمته الحالية ، وخلافه سنكون مضطرين ان نحلل سلوكهم الحالي بأنه استغلال سيء ومشكوك به ، وربما يستند لدوافع غير وطنية ، ان الاخوة الكرد لم يستوعبوا درس مغادرة الامريكان لأفغانستان بدقة وكيف تعلق العملاء في عجلات الطائرة مما ادى لموتهم غير مأسوفا عليهم ، لان الشيطان عادته كما ذكرها الله بقوله (كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر ، فلما كفر قال اني بريء منك ) وهكذا يفعل الشيطان الاكبر حاليا لتمرير خططه لارباك العراق بعد ما حققه من انتصارات كبيرةوكثيرة اربكت خططهم ، وفضحت مؤامراتهم ضد كل ماهو وطني ويصب بخدمة العراق وشعبه المؤمن الصابر .
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha