المقالات

الدولار والاعلام الانغماسي !؟


عمر الناصر ||

 

لايختلف اثنين على أن نسبة الفساد في العراق قد وصلت الى مستويات قياسية لايمكن السكوت عنها ،وجعلت منه خلايا سرطانية تنهش بجسد الدولة العراقية ، ادى الى تهريب اكثر من ٣٥٠ مليار دولار الى خارج العراق خلال اكثر من ١٧ عام ، وللاسف الشديد اقول اخفقت جميع الحكومات السابقة بحسم هذا الملف الشائك والمعقد الذي كان يفتقر لخلق الارادة السياسية وتغليب مصلحة الدولة والمصلحة الوطنية على بقية المصالح الشخصية والفئوية والحزبية ، فتجار الازمات متواجدين دوما في جميع الاوقات ولديهم القدرة والنفوذ وقوة التأثير على استثمار مضاربات السوق لتحقيق نوايا دنيئة تصب في خانة الصراع السياسي على المكاسب والمصالح ، ومن يطلع على موضوع ارتفاع وانخفاض سعر صرف الدولار سيجد بأنه لم يكن بفعل العامل الحكومي كما ذهبت بعض الجهات للترويج لمثل هذا الكذبة ، بل كان بسبب رؤية البنك الفيدرالي الاميركي بضرورة ان تذهب السياسة المالية والنقدية في العراق لمواكبة دول العالم المتقدم في هذا المضمار ، كخطوة اولى لاجراء اصلاحات حقيقية وواقعية بمكافحة الفساد عن طريق التحول الى حوكمة الدولة والانظمة الرقمية التي تراقب حركة الاموال وتقلل من حجم الانهيار الذي نخر ادق مفاصل الدولة .

من الضروري جداً ان لا يكون هنالك انصات لبعض الاصوات التي تحاول تقويض الجهود الحكومية الرامية لحل هذا الملف ، بل الاهم من ذلك هو الاستماع لصوت الحكمة والعقل الذي يذهب دوماً للدفاع عن هيبة الدولة، من خلال الوطنيين والشرفاء ودعاة بناء دولة المؤسسات الذين يريدون التصدي لمن يذهب ويساهم بإتجاه صناعة رأي عام يستهدف الامن القومي والاستقرار ، في محاولة لتقزيم دور العراق بين دول المنطقة، بل من الغريب والمستهجن ان يذهب البعض لتوجيه الاتهامات غير المبررة لاتستند لادلة واقعية منطقية او علمية قبل الولوج الى عمق الازمة ودراسة حيثياتها ومسبباتها، فعملية انضمام العراق لهذه المنصة سيواجه قطعاً صعوبات في بادئ الامر، ولكن ثمار ذلك سنراها تجنى عندما تتحقق اولا خطوات نجاح بمكافحة الفساد والحد من تهريب العملة كمرحلة اولى نذهب من خلالها لتشكيل مجلس استعادة الاموال المهربة.

من الضروري توخي الحذر من الثرثرة الالكترونية التي هي احدى وسائل الاعلام الاصفر الذي يسعى الى توزيع الاعلام الانغماسي داخل الاصوات الاعلامية التائهة ، لضرب الاسس والمتبنيات التي تدعم الدولة ومؤسساتها، من خلال زيادة الزخم والضغط الاعلامي وتسليط الضوء على ملف تقلبات سعر صرف الدولار ،ومحاولة استهداف للجهود الحكومية من بعض الجهات التي تحاول تجييره سياسياً ، لشق عصى الرأي العام ومحاولة لخلق مجتمع قطيع Cuttle Society يسمع ويطيع،يعرقل من عملية الاسناد ويساهم في تقويض الجهود الحكومية الرامية لاعادة الثقة بمؤسسات الدولة ومطبخ صنع القرار.

 

انتهى ..

 

خارج النص / الاية الكريمة تقول ( وما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد).

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك