المقالات

أَنْسب وقت لإنشاء صندوق سيادي..!


صالح لفتة ||

 

فكرة تأسيس صندوق سيادي عراقي تطفو للسطح كل فترة وتتخذ المناقشات حولها طابع الجدية من قبل الإعلام والاقتصاديين والسياسيين وأفراد حريصين على البلد ثم تخبو وتَنْدَرس وتبقى دون تنفيذ لأسباب مجهولة أو لعدم وجود إرادة حقيقية لحفظ أموال البلد.

فالنفط معرض للنضوب أو انخفاض أسعاره بشكل كبير لأي سبب مما يعني أن العراق إذا لم يحفظ الفوائض المالية الحالية أو نسبة معينة منها فإن حياة الأجيال القادمة ستكون صعبة.

صندوق أجيال أو تنمية أو سيادي أو صندوق استثمارات لا تهم التسمية بقدر الغاية والهدف من التأسيس وهو حفظ الفائض من أموال العراق وتوفير جزء من أموال واردات النفط أو الثروات الطبيعية الأخرى لمن يأتي بعدنا

 وتنمية تلك الأموال وكسب مردود اقتصادي منها وصنع نفوذ عالمي من خلالها.

قوة الدول فيما مضى كانت تقاس على أساس عدد الجنود وكبر المساحة وهذه مع بقاء تأثيرها نسبياً برزت عوامل أخرى أكثر تأثيراً تحدد حجم النفوذ والحضور في المشهد الدولي وهو العامل الاقتصادي والأموال التي توظفها الدول في الأسواق العالمية، والدليل هناك دول حجم مساحتها أقل من مساحة العراق كثيراً لكن لهذا تأثير في الملفات الدولية أكثر من العراق بالاضعاف بسبب حجم الأموال التي تمتلكها واذرعها الاستثمارية في كل العالم التي تهدد بسحبها في حال عدم الاستجابة لرؤيتها أو إعطاءها ما ترغب فيه.

هذه الدول وارداتها اقل من واردات العراق لكنها عرفت كيف تدير وتستثمر تلك الواردات وتحافظ عليها.

تأخر العراق كثيراً في توظيف أمواله وانسب وقت هو الآن للبدء في إنشاء صندوق سيادي للعراق واستثمار المليارات المتراكمة الموجودة في خزينة الدولة بسبب الزيادة الكبيرة لأسعار الطاقة عالمياً و عدم إقرار الموازنة العامة في السنة السابقة ما يعني أن ما موجود من أموال أكثر من ما تحتاجة الموازنة في العام المقبل وهناك فوائض يمكن تحويلها لصندوق الأجيال في حال إنشاءه والبداية بمبلغ ممتاز.

و بأموال صندوق الأجيال نستطيع دخول جميع الأسواق العالمية والمشاركة في رؤوس أموال الشركات الكبرى والاستثمار في الزراعة والتجارة والتكنولوجيا وبالتالي تأمين مستقبل أفضل للبلاد من خلال توفير الغذاء الذي تحتاجه وتطوير مهارات المواطنين من خلال المشاركة والعمل في تلك الشركات وتحقيق واردات العراق من غير النفط.

البرلمان والحكومة مطالبين معاً بالشروع بجدية بإنشاء الصندوق السيادي وعلى الخبراء الاقتصاديين إبراز أهميته الكبيرة للعراق وعدم المساس بحصته من إيرادات النفط لأي سبب والاطلاع على التجارب الدولية المتبعة وبالذات دول الجوار في إنشاء صناديق سيادية وأن تكون إدارة الصندوق مستقلة ونزيهة تشرف عليه جهات عدة حتى لا تكون أمواله نهباً وتنتفي الغاية من إنشائه وتورث الأجيال القادمة دولة مفلسة مكبلة بالديون.

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك