المقالات

الساسة من صناع الرأي الى متلقين ؟!


ايفان العودة ||

 

أحدثت ثورة التعبير الفردي؛ التي أطلقتها مواقع التواصل الاجتماعي نقلة كبيرة في مجال التعاطي مع الرأي العام وصناعته؛ وذلك لأنها غيرت الكثير من المفاهيم، وقلبت راسا على عقب نظرية الاتصال التقليدية، التي كانت قائما على رسالة ومرسل ومستقبل، فقد غيرت أداة النقل، وكسرت احتكارها من طرف المرسلين الكبار، وجعلتهم في أغلب الوقت مستقبلين، بعد أن كانوا مرسلين كل الوقت.

لقد غيرت هذه الثورة من بين ما غيرت؛ أيضا طريقة النقل، وبالتالي محتوى الرسالة إلى حد ما، وذلك بإلغاء الكثير من عمليات التنقيح، والتنميط، والإخراج التي كان المحتوى يخضع لها، من منتج الرسالة قبل النشر، والتوزيع. وكذالك أختفى دور دور حارس البوابة، ولقد جعل هذا التغيير المحتوى، يخرج إلى المتلقين من دون أي غربلة، كما جعله في كثير من الأوقات؛ غير دقيق بالمرة، ولذا فإن التفاعل معه سيشبه تلقائيته، بل وغوغائيته أحيانا.

·        المواطن الصحفي.

لقد أصبح لكل مدون قناته التلفزيونية، وموقعه الألكتروني الخاص، ولذلك أصبح كل صانع قرار متلقيا، لأنه معني بالرأي الذي يصدر عن المواطنين؛ في القضايا التي يباشر العمل عليها.

وقد أدت طبيعة العلاقات، والتأثر المتبادل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ إلى تغيير اهتمامات كثير من المواطنين الصحفيين؛ فبدل إبداء الرأي فيما يستجد من قضايا، ونشر أخبارهم الخاصة، واتسعت اهتماماتهم، فأصبحوا ينقلون الأخبار العامة، وتطور بعضهم إلى أن أصبح منصة للنقاش الحر، وإبداء الرأي، وأصبح بعضها منصة للأخبار..

بعض الصفحات انفردت بأخبار حصرية، ومعلومات دقيقة، وأخرى انفردت بمقالات رأي وقصص عن أشخاص مختلفين... ومن المفارقة أن هذه الصفحات كانت بأسماء مستعارة، إضافة إلى صفحات أخرى لصحفيين وإعلاميين لا يملكون مؤسسات صحفية، لكن صفحاتهم تشهد تفاعلا كبيرا.

لقد أدى هذا التغيير في دور النخب، من مصدر حصري للأخبار والمعلومات والآراء إلى متلق لكل ذلك، أدى إلى جعل التأثير الذي يخلقه هذا الإعلام مضاعفا، فإذا كان صانع الرأي التقليدي، أو صانع القرار يؤثران في الرأي العام، والمواطنين العاديين، فإن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي ارتقى إلى صناعة رأي صناع الرأي.

لذلك فإن تأثيره في الرأي العام الوطني، وصناعة هذا الرأي أصبح تأثيرا مضاعفا.

هذا التأثير لم يقتصر على صانعي القرار، أو صانعي الرأي العام أفرادا، بل انتقل إلى المؤسسات أيضا.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك