رياض سعد
قرأت اغلب كتب و مقالات رجال العهود المنكوسة السابقة – من عام 1920 الى 2003 - وشاهدت كل لقاءاتهم المنشورة ؛ ولم اخرج من هذه الجولة المقززة والمثيرة للغثيان الا واني مقتنع بان هؤلاء هم سبب دمار وخراب العراق , وكل ما نعيشه الان وما نشاهده من سلبيات جراء عمالتهم وخستهم وعنصريتهم وطائفيتهم واجرامهم وفسادهم ... الخ فهم السبب الرئيسي في كل ما جرى ويجري ؛ فهؤلاء المنكوسون يؤمنون بالمبدأ الهدام : (( انا عبد المأمور )) وهم كالضباع يعتاشون على الجيف والدماء ... .
التعذيب في سجون الفئة الهجينة ونظام المشنوق صدام ليس له اي هدف سوى تعذيب العراقيين والتنكيل بهم وسحق كرامتهم ؛ ومن وسائل التعذيب المفضلة لدى هذه الشرذمة الحاقدة المنكوسة ذات الجذور الاجنبية والغربية : ( طريقة التعذيب بالفلقة ) والفلقة لمن لا يعرف ماهيتها هي : عبارة عن تثبيت شخص ما وإلقائه على ظهره، ورفع قدميه بعد خلع حذائه وجواربه، وتثبيتهما على كرسي أو على طاولة أو ربطهما على عصا يمسكها شخصان، وجلده على أسفل قدميه بواسطة حزام جلدي أو عصا خشبية أو قضيب حديدي أو بلاستيكي أو سلك معدني مغلف بالبلاستيك، وهذا الاسلوب كان يُستخدم منذ القدم للعقاب وترويض الفتية المتمردين أو المخالفين لأهاليهم، وللثوار المناوئين لمحتليهم، وللأحرار المعارضين للمستبدين والظلمة من الحكام، كما استخدمه المعلمون ضد تلاميذهم – سابقا - الذين لا يلتزمون بواجباتهم المدرسي وفقا لمنهج المنكوس الاجنبي الحاقد المدعو ساطع الحصري الذي اشاع الخراب في اسس التربية والتعليم في العراق ؛ فالتعليم والتعذيب في العراق يعتبر وجهان لعملة واحدة الا وهي حقيقة الفئة الهجينة المتخلفة العميلة ؛ ففي عراق نظام الفئة الهجينة ولاسيما النظام الصدامي كل شيء مختلف , و لا يوجد نظام في العالم يشبهه ؛ فهذه الانظمة المنكوسة الطائفية والعنصرية استثناءات ومن الصعب اجراء المقارنات بينها وبين انظمة دول العالم الاخرى ؛ فلا يوجد شيء طبيعي وسليم في العراق كي تقارنه بالآخرين ... ؛ فنحن نختلف بكل شيء نمشي بحذر نمشي كالعسكر بعضا ينظر للآخر بريبة وشك ... ينتابنا الخوف من كل شيء ولا يوجد ذرة من الامل في تحسين الاحوال او تغيير الحال , كل شيء رتيب وممل ومزعج و روتيني وفاشل وتافه ... .
وفي عصرنا الراهن – عصر نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين وقتذاك - عصر التعددية والفضائيات والديمقراطية والحريات والانترنت والصحافة ؛ ظن الكثيرون – من احرار العالم ودعاة حقوق الانسان - أن عصر" الفلقة " قد ولى بلا رجعة ، وأننا قد ودعنا العنف والقهر والظلم والحرمان والتعذيب ، وأننا على أبواب انطلاقة جديدة نحو المستقبل الانساني الواعد ، وأننا طلقنا التعذيب طلاقا بائنا و هجرنا الثقافة الاستبدادية التي أوصلت البشرية إلى الهاوية ؛ ولا يعلم هؤلاء أن من بين ظهرانينا - من التكارتة والبعثية والصداميين وارهابيي ومجرمي الفئة الهجينة - من يصر على التعذيب والاجرام والعنف والارهاب والتخلف والتراجع والبقاء تحت اوامر قوى الاستكبار الحاقدة على الامة العراقية .
والفلقة بالنسبة للفئة الهجينة واتباع الخط المنكوس تعتبر ثقافة وليست مجرد ممارسة عابرة ؛ فهؤلاء الطائفيون العنصريون المنكوسون الارهابيون المجرمون يعشقون التعذيب وتعبر الفلقة وغيرها من وسائل التعذيب عن رغبة كامنة أو نارًا تحت الرماد تظهر كلما أتيحت لهم الفرصة ، رغبة من ابناء الفئة الهجينة في ممارسة القهر على الآخرين، أو ممارسة ساديتهم ، أو تعبيرًا عن امراضهم وعقدهم النفسية المتوارثة من اسلافهم سبايا العثمانيين وخدم وعملاء الانكليز فيما بعد , فهذه الشخصيات كانت تعيش على الدوام على هامش المجتمع - بل لا تنتمي له اصلا- وأصبحت بين ليلة وضحاها في مواقع يمكنها من ممارسة هكذا سلوكيات شاذة وتصرفات مرضية ، فتتجه للانتقام من ابناء المجتمع العراقي الاصيل ، متلاقية مشاعرها وتوجهاتها مع اهداف قوى الاستعمار والاستكبار والخط المنكوس ؛ مما اسفر عن نشوء طبقات سياسية لا تعرف غير المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية والعرقية والطائفية .
و (الفلقة) بماديتها و رمزيتها هي : أداة قمع وتطويع وتحطيم إرادات الاحرار وتحقيق غايات مشبوهة لمن يستعملها – من مجرمي الفئة الهجينة - ولمن تُستعمل ضده – من ابناء الامة العراقية - ، وهي بالتالي لا تقتصر على "الفلقة" البدائية - مع أنها ما زالت مستخدمة - إلا أنها تتعدى الأساليب التقليدية في الاستعمال، وفي الأدوات، لتحقيق الغايات ذاتها التي استخدمت الفلقة لتحقيقها.
ويتحدث المعتقل السيد اسماعيل الفاضلي عن تجربته المريرة مع الفلقة في بناية الامن العامة عندما اخذوه من البيت عنوة في احدى الليالي الباردة وكان يبلغ من العمر 16 عاما وقتذاك ؛ والتهمة الموجهة له انه يعرف مكان اخاه المتدين الذي هرب من البيت بسبب ملاحقات الاجهزة القمعية الصدامية له , فاقتادوا هذا الصبي الى الامن العامة كي يبدأ التحقيق معه او بالأحرى تبدا عمليات التعذيب ؛ اذ قال : (( إنهم "يضربونك على كلتا قدميك ثم يوجهون لك الأسئلة , وإذا لم تجب، تتلقى المزيد من الضرب حتى تتورم قدماك و تصل إلى مرحلة فقدان الوعي , و بعد ذلك يدركون أنك لم تعد تشعر بالألم بعد فقد الوعي ، فيأخذونك إلى مكان آخر ويسكبون الماء على وجهك حتى تستعيد الوعي ويعيدون الكرة ؛ ولم يكتف المجرمون بالفلقة التقليدية بل اخترعوا طريقة جديدة في ( التفليق ) تسمى الطريقة ( الخيكانية ) نسبة لمجرم الامن المدعو علي الخيكاني وهي طريقة غريبة في شد الايدي والارجل بصورة تؤدي الى خلع مفاصل الاكتاف بالإضافة الى وقع الفلقة على الارجل .
ويتحدث احد الجنود المكلفين عن العقوبات الجماعية العشوائية التي يتعرضون لها في المعسكرات على أيدي عناصر و ضباط الجيش من الفئة الهجينة والبعثية والصدامية بدون أسباب واضحة، أو لأسباب تافهة لا علاقة لهم بها .
و نشرت بعض الفيديوهات الوثائقية بعد سقوط صنم الاجرام والارهاب المشنوق جرذ الحفرة بن صبحة تكشف عن كيفية تعرض الجنود المساكين للفلقة من قبل مدنيين من مجرمي الطغمة الصدامية الهجينة , حيث يتم ضربهم ضربا شديدا على ارجلهم ومن شدة الضرب الذي يتعرضون له لا يستطيعون المشي بصورة طبيعية وعلى الرغم من توسل الجنود وصراخهم تستمر عمليات الضرب و التعذيب بلا رحمة ولا شفقة ...!!
https://telegram.me/buratha