بقلم / حيدر الأسدي …
———-
بمرارة و لوعة اخط هذه الكلمات و التي تقف عاجزة امام الترهل الفكري للاسلاميين الذين باتوا يستحون ان يفصحوا عن عقائدهم و ولائهم احتراماً لمشاعر العلمانيين و ابناء و احفاد عفلق !
يوم امس فجعت النجف الاشرف و العالم الاسلامي برحيل قامة من قامات العلم و المعرفة و الجهاد .
علم كان قلمه و لسانه أحّد من السيف في وجه الباطل ، و تشهد له الساحات العلمية و الادبية و الجهادية بمواقفه التي قّل نظيرها !
علمٌ ترّبى في بيت اسرة علمية جهادية حيث والده الحجة الشيخ علي الصغير امام جامع براثا واستاذ كلية اصول الدين وكلية الاداب ( طيب الله ثراه ) و الذي كان معتمد مرجعية الامام السيد محسن الحكيم في جامع براثا في بغداد .
ليس تزلفاً لأحد أو تقرباً من أحد و لكن مرارة الفقد و بخس حق هذا العَلَم أثار الشجون لموت الضمائر في عقول من لا يقيم وزناً لشخصية طالما ذبَّ عن حياض العقيدة و أهل البيت عليهم السلام و المذهب الحق ! و لكن لا عتب على امةٍ لا تعرف قيمة لعظمائها ! ربما لأنها تشعر بالنقص لجهلها !
لم يذكرك الاعلام احتراماً لمشاعر البعثيين الذين قتلوا والدك العلم المجاهد ( الشيخ علي ) بالسّم في مدينة الطب ! وخالك الخطيب الشهيد (الشيخ أحمد فرج البهادلي )الذي كان من أوائل ضحايا البعثيين في قصر النهاية المشؤم ! و لأن حنجرتك صدحت بالحق في وقت صمت فيه الخانعون و الانتهازيون الذين كانوا يقتاتون على موائد سلاطين الجور و الفجور و وقفت شامخاً دعماً لمواقف المراجع العظام و في طليعتهم الامام السيد محسن الحكيم حيث خاطبته :
سر في جهادك فما برحت موفقاً
سيفان في يدك: العقيدة والتقى
بالامس قد ادبت ( قاسم ) اُمتي
اليوم تدعى ان تؤدب ( عفلقا )
سر في جهادك فالحياة ذميمة
إن لم تقم حقاً وتقحم مأزقا
سر في جهادك فالعقيدة لم تزل
فكراً مقدسة ومجداً معرقـــــــا
سر في جهادك فالجموع بحاجة
للدين والإســـــــلام أن يتطبقا
و هذه نبذة مختصرة عن حياة هذا العلم المجاهد :
ولد في النجف الأشرف 1940 م. - التحق بالحوزة العلمية في النجف عام 1952 م. - أكمل دراسته العلمية بالبحث الخارج العالي للإمام الخوئي عام 1975 م. - أكمل دراسته العليا في جامعة بغداد وجامعة القاهرة وجامعة درهام البريطانية. - حصل على جائزة الرئيس عبدالناصر للدراسات العليا في جامعة القاهرة عام 1969 م. - حصل على الدكتوراة في الآداب بدرجة الامتياز ومرتبة الشرف الأولى عام 1979 م. - حصل على درجة الأستاذية ( البروفيسور ) عام 1988 م. - مؤسس الدراسات العليا في جامعة الكوفة عام 1988 م. - حصل على مرتبة ( الأستاذ الأول ) في جامعة الكوفة عام 1993 م. - حصل على مرتبة ( الأستاذ الأول المتمرس ) عام 2001 م، وهي أرقى درجة تمنحها الجامعات الرصينة في العالم. - رشح لعدة جوائز عالمية. - أشرف وناقش أكثر من مئتي رسالة ماجيستير ودكتوراة في الدراسات القرآنية والبلاغية والنقدية. - أصدر أكثر من خمسين بحثاً علمياً وعشرين مؤلفاً
فسلام عليك يوم ولدت و يوم فجعتنا برحيلك و يوم تبعث حياً و رزقك شفاعة محمد و آل محمد .
https://telegram.me/buratha