د حميد الطرفي ||
حين تُسرق الثورات يتأوه الثوار ، وتذهب بهم الحسرات ، وحين يُتاجر بالتضحيات يبكي المضحون بكاءً خفياً ، كي لا يشمت بهم الأعداء ، لست حسوداً ولكني اتألم حين اجد نائباً كان ينعم بالراحة والاطمئنان ايام النظام المقبور ، فهو حينها إما موالٍ للنظام أو غير رافضٍ له ، لأن مجرد التفكير برفض النظام في ذلك الوقت كان يسبب القلق وعدم الراحة . لست جاهلاً بألعاب السياسة والمقايضات وصفقات الخفاء والعلن ولكني أبكي حين يكون الشهداء مجرد جسر للعبور ، أو أرث على الرفوف ، أو تعويض مادي ليس فيه روح ولا معنى ، الشهداء أحياء بيننا ينظرون ويسمعون أن لجنتهم من الصنف الثالث يرمز لها الاعضاء الموقرون بالحرف (c) ، وقد زهد فيها القاصي والداني والقريب والبعيد ، لأنها لا تدر الأموال وليس فيها صفقات و (كومشنات) ، الشهداء كل الشهداء والمضحين في زمن النظام المقبور وما بعده ، الشهداء من كل العراق وفئاته ومذاهبه وعشائره ، لجنتهم لا تُبادل بلجنة العشائر ، الشهداء رمزكم وتاريخكم ونضالكم وجهادكم وأساس شرعيتكم ايها الحكام وهم سبب بقائكم الى اليوم ، ولجنتهم هي اللجنة الأولى في المجموعة (A) لو كنتم أوفياء ، لو كنتم صادقين بوعدكم معهم وأوفياء لهم . الشهداء ليسوا طلاب دنيا ولا تجار مال ، ولا رجال أعمال ، بل (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) ، وما هكذا يُجزى الصادقون بوعدهم . ليس أول الوهن ان تستهينوا بلجنة الشهداء ، ولكن حين غرت اكثركم المناصب ، وحلت بأعينكم ، ودرّت عليكم الدنيا بمعايشها ، قلّ وفاؤكم وغابت عنكم صور شهداءكم رغم انها ملأت الجدران والساحات وأعمدة الكهرباء ، ولكنها (لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) ، ماذا دهاكم ؟ والكلام لقوى الإطار بالتحديد فمن جماهيرهم كانت الأغلبية الساحقة من الشهداء في العهدين المقبور والحالي ، ومن رفاقهم كان المضحون ، ماذا دهاكم لا تميزون بين المعنى والمبنى ، بين الغث والسمين ، بين قيم الصدق والفضيلة ، وخدع السياسة والمكر والحيلة ، أليس فيكم رجل رشيد ؟ شهداء الأمم يحتفى بهم لقرون وانتم تتنازلون عن شهدائكم ولجانهم وما يمت لهم بسُنيات !!! هل تظنون أنكم وفيتم وكفيتم لحقوق الشهداء المعنوية ؟ هل انتهت مسؤوليتكم بقانون (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) ؟ وماذا انجزتم من حقوقهم المعنوية ، هل انجزتم لهم المتاحف والمسلسلات والأفلام ، هل نقلتم بطولاتهم وتضحياتهم لأجيالهم ؟ لا ياسادة ويا (قادة) لازال امامكم الكثير ، فما هذا الزهد بلجنة الشهداء والمضحين في مجلس النواب فلا يتقدم عليها الا تسعة نواب من كل الكتل وبعد التي واللتيا ؟ وتتهافتون على النزاهة والقانونية والمالية ؟ من اين لكم الأموال والقوانين لولا دماء الشهداء ، ومن أين تجيئكم النزاهة اذا كنتم لا تذكرون شهداءكم ؟ ولكن ما عسانا أن نقول وقد بات القوم في واد والاوفياء في واد ؟ لازال امامكم بعض من الوقت كي تصححوا المسار وتسترجعوا البصيرة ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha