ا.د. جهاد كاظم العكيلي ||
كَثيرة هي التأملات القرآنية والأحاديث النبوية الإيمانية، وكثيرة هي المواعظ والحِكم والنُصح والإرشاد التي قالها العرب، حتى أصبحت مضربا للأمثال عبر التاريخ، وهي تُؤشر لنا كل شاردة وواردة حين يختلف الناس او يجتهدوا في وجهات نظرهم حِيال مشاكل الحياة او غيرها..
ومع مرور الزمن كَثُرت أقوال ومواعظ الحُكماء والفلاسفة وهم يتعرضون بعقل راجح لكيفية تسيير الحياة وما يكتنفها من تنظيم شؤون الناس وهم في هذا الحال اللسان المُفصح الذين ببيانتهم يتم إدراك المقاصد وغاياتها، ليسترشد بها الناس في التعاملات الحياتية اليومية ..
ولم تكن أقوال ومواعظ الحُكماء والفلاسفة التي إختص بها العرب فقط، بل فلاسفة الغرب وكُتابهم دونَّوا الكثير من التجارب بأقوال وأمثال ليتعلم منها الناس كيفية تنظيم شؤونهم الحياتية، ليسلكوا بذلك طريق الخير لبلوغ الإنسانية وتيجان الرحمة، وتلك هي سُنة الحياة البشرية جمعاء منذ أن وجدت على وجه الخليقة، لكن الإختلاف لا زال قائما عند البشر رغم كل ما سمعوه وقرءوا عنه من نُصح وأقوال تهديهم وتقَّوم أعمالهم في هذه الحياة الدُنيا، كما أن الخلاف لا زال قائما، للأسف، فيحدث العكس تماما..
وبِخلاف ما ورد لنا في بطون الكُتب من مواعظ وحِكم وإرشاد لإنصاف المظلوم وإغاثة الملهوف والحفاظ على الأمانات وإشاعة الإنسانية وتيجان الرحمة والتعاون، والإبتعاد عن كل ما هو مُنكر وعدم سرقة مال الغير تحقيقا لمبدأ العدالة، لجأنا، للاسف، إلى شرور أنفسنا إرضاء لأهواءنا كأكل المال الحرام والزور والبهتان وقلة الإيمان وغيرها من موبقات الشرور حتى فقدنا صواب العقول وصدق القلوب، وأصبحنا أمة تُفرقنا كلمة الشر بدلا من أن تجمعنا كلمة الخَّير، ثم إبتعدنا كثيرا لننسى بذلك كلمات الهداية والرحمة وطريق الخير، وهي الأساس الرصين في بناء الحياة وبناء النفس الزكية والتقية مصداقا لقوله الله تعالى "فبشر عِباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه"، فهل نحن حقا نتبع أحسن القول! ..
https://telegram.me/buratha