أمل الراضي ||
•يقول جل جلاله (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) ( 25 ) سورة إبراهيم،
ترون عظيم الكلمة الطيبة وأثرها واستمرار خيرها فهي تثمر عملا صالحا كالشجرة التي تثمر ثمرا نافعا، اجعل الكلمة التي لا تلقي لها بالا إكسيرا يحيي النفوس ويخرجها من غياهب الألم المتراكم على كاهل أحدهم الذي لا تعلم عمق الجراح الغائرة فيه التي تستكين عنده من منغصات الحياة التي خلفها الاخفاق المتكرر، اجعل كلمتك سامقة الفروع لا تزعزعها الأعاصير المتضاربة داخلها ولا تحطمها معاول الهدم الطنانة داخل روح الانسان الضعيف، اجعل كلمتك تقارع اليأس والأحزان ...
كونوا كما كان سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وآله طليق الوجه بشوشا كان يواجه الناس بابتسامة تعلو محياه كان سهلا سمحا لينا دائم البشر .. ويبادرهم بالسلام، ولنا في رسول الله إسوة حسنة منه نتعلم أدب التخاطب وعفة اللسان..
صدقوني قولوا خيرا أو التزموا الصمت ذاك أرحم بكم وبغيركم كونوا ذا أثر طيب يحيي النفوس وهي يائسة كونوا اليد السمحة التي تربت على الأكتاف .. كونوا الدافع الذي يحث على الاستمرار ومواصلة الطريق رغم الضعف والتعب وذائقة الظروف القاسية....
لا يكلفكم الكلام الطيب جهدا ولا مالاً ..
أنثروه على قدر استطاعتكم لا تبحثوا عن أجر في خير آخر ما دام باستطاعتكم الكلام، فأثر الكلمة عظيم في النفوس ...
وكم من كلمة هوت بنا إلى أعماق البؤس، هوت بنا وعلى اثرها لم نستطع الوقوف، وكم من كلمة حلقت بنا في سحب الأماني وعززت ثقتنا بأنفسنا واستطعنا بلوغ أشياء لم نكن نعتقد ليوم ما اننا سنبلغها فقط بكلمة...
نعم كلمة ممكن أن تحيي نفسا شارفت على الانتهاء، نحن لا نعلم أي شيء عن الآخر الذي أمامنا وإن نقبنا في معالم حياته وظننا أننا نعرف الشيء الكثير عنه، نحن في الحقيقة لا نعلم شيئا سوى السطحيات لا نعلم عن معاركه ولا مصارعه في الحياة وكم يتحمل لتراه واقفا أمامك وهو يحدثنا ربما كلمة لا تقصدها ستحيي جراحا مستكينة فيه أزمانا غابرة ،استطاع بشق الأنفس أن يسكن الوجع المترتب عنها وليس هنا وجع أشد من وجع النفس...
إن الجميل هو الذي ينير الظلمات التي تجتاح الأنفس هو الذي يقويها ويدعمها لتنهض وتواصل المسير هذا هو الأثر الطيب الذي يمكن أن تنثره أمام الآخرين كل هذا لن يغير شيء من تقدمك إلى الأمام بالعكس سيساعدك أنت الأخر على مواصلة الطريق لأن الحياة نداولها بيننا،
شرا تزرع شرا تحصد،
طيبا تزرع طيبا تحصد،
الجميل هو الذي يمد طوق النجاة لأحدهم كان على وشك الغرق، الجميل هو الذي يسارع ليمد يده الى الاخر حين سقوطه على ركبتيه تم يكون عكازا يتكئ عليه إلى أن يستطيع المشي من جديد...
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha