علي الخالدي ||
ورد في الحديث الشريف عن الامام الصادق " عليه السلام " في قوله الكريم (من زار الحسين "عليه السلام" عارفا بحقه وجبت له الجنة ).
بما ان المعرفة درجات وتدرك حسب عاقلية المرء، فإن ام البنين " رضوان الله تعالى عليها "، بلغت اعلى مراتب العرفان بامام زمانها، حيث انها عَرفت الإمام الحسين "عليه السلام "حق معرفته، وهي ان طاعته حق وخدمته واجب، فذابت في حبه حتى شغف كل عضو من جسدها، مجردة نفسها من كل لقب وهوية ناكرة لذاتها وأناتها، بل الأنا كانت هي الحسين، فظهر بكل نبض فيها " حسين " وقيامها وقعودها هو من أجله " عليه السلام" .
تأسيساً على ذلك فإن كل من يريد أن يكون منتظرا لإمام زمانه المهدي المنتظر " عجل الله تعالى فرجه الشريف "، عليه أن يقتدي بأم البنين "رضوان الله تعالى عليها" في جميع قواه الخادمة، مترجماً صور الإمام القلبية عملا واقعا، فأم البنين ترجمت الانتظار في تربية الأولاد والإعداد، ثم سوقتهم الى ساحات الجهاد الحسيني والميدان الفاطمي، مُسلّمة محتسبة لصاحب زمانها قبل خروجه إلى كربلاء، وبعد الرجعة منها حاملة لرسالة البيان في مظلومة أهل البيت" عليهم السلام"، مشاركة بنشرها في المدينة معزية الحوراء زينب لإكمال نهج أمها البتول "عليهما السلام " في إحياء شعيرة " قبة المبكى" التي هدمها أصحاب السقيفة.
ميدان أم البنين " رضوان الله تعالى عليها "، فتح اليوم للعالم اجمع ولأهل العراق خاصة، فتذكر الروايات ان اسعد الناس اخر الزمان بظهور الإمام هم أهل العراق، ولينالوا تلك السعادة كاملة، عليهم ان يعدوا انفسهم لتلك الساعة والحظة، التي انتظرتها الأجيال أكثر من ألف ومئتان عام، والتي بدأت ساعات قربها تدق، واميالها تسرع نحو جرس الظهور الشريف.
في الختام ان معرفة الحسين عليه السلام جزء منها إعداد السهام لجيش صاحب الزمان, وعين ما فعلته ام البنين كان ذلك، فالمنتظر عليه أن يهي سهمه من الآن وليس غداً لتلك الساعة، ويختار مجاله حسب اقتداره في مواضع النصرة.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha