المقالات

لا رابح فيها..!


حسين التميمي ||

 

الدنيا فيها ربح وخسارة في كل الأشياء، ولابد من نصر و انكسار، الا في معركة الاخوة فهي لا رابح فيها، فعند اقتتال الأخوة فيما بينهم من ينتصر يعتقد أنه الفائز، ولكن هنا الاثنان خسروا وتشمت الاعداء بهم، وفرحوا بذلك بسبب تفرقهم وبسهوله الانتصار عليهم.

الاختلافات بين الاخوة شيء مهين  لكل الطرفين، مهما كان الاختلاف فيما بينهم، وهو سبب في ضعف الاخوة امام الناس، وتشتت قوتهم امام عدوهم، بالأخص اذا كان العدو يخاف من تجمعهم، فيعمل على تفرقهم والاقتتال فيما بينهم، لكي يشغلهم بالأمور الثانوية، ويتركون عدوهم الاساسي الذي اتعبهم بالاقتتال الداخلي، هذه العمل استعمله الاعداء من قوى الاستكبار العالمي، وجعل منه سلاح فعال في ضرب كل من يقف امامهم.

السلاح الذي اضعف الاسلام، هو التفرقة فيما بينهم مما جعلهم يتنافرون من بعضهم، وتناسوا عدوهم الحقيقي وهو قوى الاستكبار العالمي الصهيوامريكية، فقد قام العدو بتقسم البلاد الاسلامية الى عدت دويلات، للسيطرة عليه بسهولة وبالفعل نجحوا بذلك، ونرى الان كيف الدول الاسلامية التي بعث منها نبي الرحمة عليه السلام، تقاتل الدول الاخرة رغم انها مسلمة، وقسم قوى الاستكبار العالمي، (امريكا وحلفائها دول الناتو) تلك الدول الاسلامية  وفرقوهم، بسبب اختلاف المعتقدات الدينية بينهم، اصبح السيطرة على الدول وعلى خيراتها بشكل بسيط وسهل، ابتعدت الامة الاسلامية كثير عن الاسلام، وعما جاء في كتاب الله من تراحم فيما بينهم والتراصف، كقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) (آل عمران/103) وحوربت الجمهورية الاسلامية، فقط لأنها دوله اسلامية وابعدوها عن الدول الاسلامية الاخرى.

 قال الامام الخميني قدس سره هل أن ذنبنا أننا ايرانيون؟ أم أننا من الفرس؟ أم أن ذنبنا هو النزعات الحدودية الماضية؟ كلا… فليست هذه هي الأسباب، فالجميع يعرف اليوم أن ذنبنا الحقيقي، من وجهة نظر المستكبرين والمعتدين، هو دفاعنا عن الإسلام وإقامتنا لحكومة الجمهورية الإسلامية بدلا من النظام الشاهنشاهي الطاغوتي، إن ذنبنا هو إحياؤنا لسنة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتطبيقنا لأحكام القرآن الكريم، ودعوتنا للوحدة بين المسلمين ـ شيعة وسنة ـ من أجل الوقوف بوجه مؤامرات الكفر العالمي، وذنبنا أيضاً هو دفاعنا عن الشعب الفلسطيني المحروم والشعب الافغاني والشعب اللبناني، وإغلاقنا سفارة اسرائيل في ايران وإعلاننا الحرب على هذه الغدة السرطانية والصهيونية العالمية، ووقوفنا بوجه التمييز العنصري ودفاعنا عن الأفارقة المظلومين، وإلغاؤنا للمعاهدات المذلة التي أبرمها النظام البهلوي المنحوس مع امريكا الطامعة، وطردنا للطامعين وحثالاتهم، فهل ذنب عندهم أفظع من الدعوة إلى الإسلام وحاكميته، ودعوة المسلمين إلى سلوك طريق العز والاستقلال والوقوف بوجه ظلم المعتدين؟

لقد أدركنا تماماً بأن علينا دفع الثمن باهضاً، من أجل تحقيق الهدف الإسلامي الكبير، وهو ممتد ان شاء الله الى دولة العدل الالهي، التي ستحقق النصر وتوحيد جميع المسلمين، وستنصر و تحكم  العالم بقيادة صاحب العصر والزمان عجل الله فرجة الشريف، وتعود بنا الى الحكم الاسلامي العادل والمنصف للجميع وعدم التفرقة بين احد وستقوم على إصلاح كل المجتمع المسلم.

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك