المقالات

أم البنين وانتظار إمام زمانها


علي الخالدي ||

 

     تعرف باسمها الأصيل فاطمة بنت حزام، سيدة جليلة قديسة، تكنى (أم العباس، باب الحوائج واشهرها أم البنين ) ، نالت شرف قضاء الحوائج لمن يسأل الله تعالى باسمها، بفضيلة نجاحها بإنتظار إمام زمانها الحسين " عليه السلام" والإعداد والتمهيد له .

       أم البنين " رضوان الله تعالى عليها"، نشأت في بيت مليء بالإيمان، عامر بأخلاق العرب الشريفة، عرفته البيداء بالشجاعة والكرم ورضا الله، والدها حزام الكلابي من خيرة فحول عصره، إختارها أمير المؤمنين " عليه السلام "، لهذه الفضائل الصالحة المهيئة لإنجاب اولاداً يكونوا عوناً لبنيه الحسن والحسين" عليهما السلام ".

    بدأت أولى محطات الاجتباء الإلهي لمشروع الإنتظار، وكان إمتحانها الأول حين دخلت مرحلة الأعداد النفسي والتأهيلي للمشروع الإلهي المرتقب، لإمام زمانها الحسين "عليه السلام"، وهو درجة الصبر والتضحية باسمها ( حيث أنها تخلت عن إسمها فاطمة وذابت بكنية أم البنين )، ورفضت هويتها (أنها كانت ابنت سيدة قومها ) وشخصيتها (خادمة ) في سبيل سيدها، حيث أنها تنازلت عن مراسيم الزفاف والعرس، من بيت أبيها لدار زوجها أمير المؤمنين "عليه السلام"، حبا وكرامة وطاعة في الحسنين، وكانت لا تقبل بأي نداء يطلبها به الإمام علي " عليه السلام " غير " الخادمة " أو " أم البنين "، وعلّمت اولادها الأربعة  (العباس، جعفر، عثمان، عبدالله ) ، "رضوان الله تعالى عليهم" ان يتأدبوا بأدب الخادم، أمام أئمة زمانهم، ولا ينادوهم بغير "سيدي " و " مولاي " .

     بعد ان نجحت أولى الاختبارات التي تعرضت لها السيدة الطاهرة، بالتخلي عن أي بطانة ووليجة تربذها بالقوم والامة ولم يكن اي بيعة في عنقها لغير الإمام الحسين "عليه السلام " ، بدأت ثاني محطات الإنتظار في حياتها  " رضوان الله تعالى عليها"، وهي الأصعب بعد رحيل أمير المؤمنين "عليه السلام "، مرحلة التضحية بالنفس والولد، فبعد نضوج أولادها الاربعة الذين شبوا وترعرعوا حتى صاروا رجالا اشداء أمام عينيها، وبعد ان اشتدت الابتلاءات وعظمت الفتن في المدينة بأهل بيت النبي صلوات الله وسلامه عليهم ، طلبت من أولادها عدم التثاقل في نصرة إمام زمانهم، وعدم تركه وحيداً أي كانت واجباتهم وتكاليفهم الشرعية وشدتها، وصولا إلى محطة الانتظار الثالثة من عمرها " عليها السلام "، مرحلة انتظار علامات نجاح نصرة إمام زمانها، فهي كانت تنتظر الحمرة في السماء، وعودة الطيور مضمخة بالدماء، كما تنتظر ام سلمة حمرة القارورة التي خزنها رسول الله " صلى الله عليه وآله " ، لتتأكد من حتمية العلامات وقرب الفتح المبين، وعند عودة السبايا إلى المدينة كانت تسأل الناعي " بشر بن حذلم "، عن موقف امام زمانها، فيخبرها عن دور بنيها وذودهم واحدا تلو الاخر، وعادت لزينب "عليها السلام " ليطمئن قلبها بنجاح مشروع إعداد وتهيئة أولادها والتمهيد و النصرة لإمام زمانها، فكان سؤالها للعقيلة، انا شريكتكم في المصاب، هل قصروا أولادي مع الامام، فكان رد العقيلة اوفيت وكفيت يا ام البنين الأربعة .

     ان السيدة الطاهرة الجليلة ام البنين" رضوان الله تعالى عليها "، مدرسة تجسد لنا حب امام الزمان ، وتطلب منا الانصهار  بالقضية المهدوية والذوبان فيها، بالتخلي عن الهوية والاب والابن والجاه في سبيل نجاح مشروع الانتظار، الإلهي للظفر بالخدمة الحقيقية للإمام "عجل الله تعالى فرجه الشريف

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك