إيمان عبد الرحمن الدشتي ||
كلما قلَّبتُ طرفي في عينيكَ "أبا مهدي" تملَّكني شعورٌ "يفوق التصور" تحاولُ شَرحهُ مفرداتٌ فاءاتُها قد رَتَّبَتْ هاتين الكلمتين اللتين ضمَّتهما الشارحتان، مفرداتٌ لو لم تكنْ فيك؛ لما انعكس بريقُها نحوي: يقين، فخر، وطن، قوة، أمان، ليث، تماسك، صمود، وَدَاعةٌ ورحمة.
قال نبيُنا الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): (خير الناس رجل حبس نفسه في سبيل الله، يجاهد أعداءه، يلتمس الموت أو القتل في مظانه) فكنت من خير الناس.
أيقنتُ تماماً بأنك عابدٌ وقائدٌ من الطراز الأول، وهبتَ نفسكَ لله منذ عالم الذرِّ فَحَبَكَ الله صفاتك، حتى مِشيتَك ونبرة صوتك الجميل وشرَّفك تشريفاً، وكافأك بنهاية كانت لك مولداً، علّمتَنا أن القيادة بإنقياد القلوب، حين عِشتَ متواضعاً؛ فملكت القلوب وأَسَرْتَها.
"كلما تضوج إحجي عليَّ، مبري الذمة" كلمات قلتها لمن إعترف بإغتيابه لك! فأي ثقة ملكتها؟! تعلم أن نهجكَ ثابتٌ لا يزلزله مدح من هنا ولا تسقيط من هناك، كلمة "بوية" كانت تخرج من فمك الطاهر؛ فتشدُّ إليك المخاطَب بعاطفة لا تقاس، قد مُلئتَ سكينة من قرنك حتى أخمص قدمك، فصرت قدوة لكل من يريد أن يبني نفسه.
كنت عصياً على الأعداء كالجبل الأشم، ترهبهم، تقلقهم، تفقدهم الدَّعة، وما زالوا كذلك! فصورك وأسمك يسببان حظراً لمن يرفعهما في وسائل التواصل!
أيقنتُ إن كل شيء طاهر وغالٍ في هذا الكون قد أحبك، حتى إغتاظ لقتلك وأعلن الحداد لفقدك: المخلصون، الأرض، الهواء، الإستقرار،... وحتى العافية!
عرفتُ عنك كل هذا، وأحسست به وأنا لم ألتقِك! وما عجزت عن وصفه أكثر، فكيف يتمكن وصف شعوره من لاقاك وتزود من نهر خُلُقك الخالد؟!
إعلمْ "بوية" إنك قد صرت "قسيماً للحق والباطل" يندُبُك كل حرٍّ وغيورٍ وشريفٍ ويبكيكَ دماً، وكل أولئك قد صاروا لك أولاداً؛ ولن يتخلوا عن ثأرك، ويعاديكَ الوضيعُ والجبانُ والحقيرُ وناكرُ الجميل، فيتشفَّى بموتك بعد أن وفَّرت له الأمان! ويَصِفُ مقتلك المشابه لمقتل سيد الشهداء عليه السلام، بوصفٍ شنيعٍ! فلا هو مستحٍ منكَ ولا من سيد الشهداء!
أُخبرُكَ "يا جمالَ العراقِ وكلِّ الصالحين" أنك ورفيقك (رضوان الله تعالى عليكما) سيّان في كل ما ذكرتُ، إلا أني سأبوح له بذلك في وقت لاحق.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha