المقالات

نظرةٌ لعينيكَ تُحيي البصيرة..!


إيمان عبد الرحمن الدشتي ||

 

كلما قلَّبتُ طرفي في عينيكَ "أبا مهدي" تملَّكني شعورٌ "يفوق التصور" تحاولُ شَرحهُ مفرداتٌ فاءاتُها قد رَتَّبَتْ هاتين الكلمتين اللتين ضمَّتهما الشارحتان، مفرداتٌ لو لم تكنْ فيك؛ لما انعكس بريقُها نحوي: يقين، فخر، وطن، قوة، أمان، ليث، تماسك، صمود، وَدَاعةٌ ورحمة.

قال نبيُنا الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): (خير الناس رجل حبس نفسه في سبيل الله، يجاهد أعداءه، يلتمس الموت أو القتل في مظانه) فكنت من خير الناس.

أيقنتُ تماماً بأنك عابدٌ وقائدٌ من الطراز الأول، وهبتَ نفسكَ لله منذ عالم الذرِّ فَحَبَكَ الله صفاتك، حتى مِشيتَك ونبرة صوتك الجميل وشرَّفك تشريفاً، وكافأك بنهاية كانت لك مولداً، علّمتَنا أن القيادة بإنقياد القلوب، حين عِشتَ متواضعاً؛ فملكت القلوب وأَسَرْتَها.

"كلما تضوج إحجي عليَّ، مبري الذمة" كلمات قلتها لمن إعترف بإغتيابه لك! فأي ثقة ملكتها؟! تعلم أن نهجكَ ثابتٌ لا يزلزله مدح من هنا ولا تسقيط من هناك، كلمة "بوية" كانت تخرج من فمك الطاهر؛ فتشدُّ إليك المخاطَب بعاطفة لا تقاس، قد مُلئتَ سكينة من قرنك حتى أخمص قدمك، فصرت قدوة لكل من يريد أن يبني نفسه.

كنت عصياً على الأعداء كالجبل الأشم، ترهبهم، تقلقهم، تفقدهم الدَّعة، وما زالوا كذلك! فصورك وأسمك يسببان حظراً لمن يرفعهما في وسائل التواصل!

أيقنتُ إن كل شيء طاهر وغالٍ في هذا الكون قد أحبك، حتى إغتاظ لقتلك وأعلن الحداد لفقدك: المخلصون، الأرض، الهواء، الإستقرار،... وحتى العافية!

عرفتُ عنك كل هذا، وأحسست به وأنا لم ألتقِك! وما عجزت عن وصفه أكثر، فكيف يتمكن وصف شعوره من لاقاك وتزود من نهر خُلُقك الخالد؟!

إعلمْ "بوية" إنك قد صرت "قسيماً للحق والباطل" يندُبُك كل حرٍّ وغيورٍ وشريفٍ ويبكيكَ دماً، وكل أولئك قد صاروا لك أولاداً؛ ولن يتخلوا عن ثأرك، ويعاديكَ الوضيعُ والجبانُ والحقيرُ وناكرُ الجميل، فيتشفَّى بموتك بعد أن وفَّرت له الأمان! ويَصِفُ مقتلك المشابه لمقتل سيد الشهداء عليه السلام، بوصفٍ شنيعٍ! فلا هو مستحٍ منكَ ولا من سيد الشهداء!

أُخبرُكَ "يا جمالَ العراقِ وكلِّ الصالحين" أنك ورفيقك (رضوان الله تعالى عليكما) سيّان في كل ما ذكرتُ، إلا أني سأبوح له بذلك في وقت لاحق.

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك