المقالات

على ضفاف الكوثر المهدور والمغدور


د.محمد العبادي ||

 

أعطي الرسول الأعظم مالم يعط أحد من العالمين فوهبه الله الكوثر .

إنّها فاطمة عليها السلام قد قطع الله بها دابر أولئك المبغضون للنبي الكريم ومعايرتهم له:( إنّ شانئك هو الأبتر).

لقد كانت الزهراء شيئاً كثيراً مذكوراً ،وولدت ومعها وسامها في أنّها سيدة نساء العالمين حتى ان البخاري ذكر بألفاظ مختلفة بأنّها سيدة نساء هذه الأمة أو سيدة نساء العالمين(١).

لقد كانت فاطمة عليها السلام بضعة الرسول الأكرم وكبده الذي يمشي على الأرض :(فاطمة بضعة مني)(٢)،ومن وحي هذا الحديث يقول المناوي :( إنّها قطعة من لحمه)(٣).

نعم إنّها فلذة كبد رسول الله ليس لأنّها إبنته وفقط؛ فالرسول فوق ان تصرفه العواطف البشرية نحو فتنة الأولاد وما قد زين للنّاس،وإنما لأنّها تمثل جنة الله بريحها وروحها وطيبها:(ياعائشة إنّي إذا اشتقت إلى الجنة قبلت نحر فاطمة)(٤).

إنّها تمثل الصورة الحقيقية للمرأة الكاملة شكلاً ومضموناً،وكان لها مرتبة عظيمة قد تجمعت فيها أفعال أهل الايمان، وعندما يشاهدها الرسول صلى الله عليه وآله يجلها ويقبلها ويجلسها بجواره:(كانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبّلها ورحب بها وأخذ بيدها فأجلسها في مجلسه)(٥).

إنّها عليها السلام كانت ترجمان حقيقي للقرآن،وكانت على شاكلة أبيها،وهي نور قد إنبثق من نور محمد صلى الله عليه وآله،وقد كانت تأخذ منه بذهنها الفذ المتقد فيفيض من تجلياته على نساء أهل المدينة حتى أنّها لما دنا أجلها إجتمعت عندها لعيادتها نساء المهاجرين والأنصار، وقذفت باللؤلؤ المكنون في خطبة لايبلغ شأوها أبلغ البلغاء والمتكلمين (٦).

لقد فرّطوا في جنب الزهراء عليها السلام ومكانتها وعلمها وقربها من رسول الله، ولاقت صنوف الأذى حتى أنّها قد أنهكها جرحها،ولم يقوَ شبابها على مجالدة ذلك الألم الممض ،فرحلت مبكراً عن سن لم تُكمل فيه عقدها الثاني ،وتعذر أثرها بعد أن دفنت ليلاً ،وعفي عن معالم قبرها إلا عن أمير المؤمنين عليه السلام وأهله وخاصته، ودفنت بالبقيع كما عليه الناس وأرباب التواريخ والسير(٧) ،وقد وردت روايات متعددة عن وفاتها ونكتفي بما روي عن الباقرين عليهما السلام ؛ فقد ورد عن الباقر عليه السلام :( وتوفيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون يوماً)(٨).

وأيضاً عنه عليه السلام قال:( لبثت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه و آله ثلاثة أشهر)(٩).

وعن تاريخ وفاتها قال الإمام الصادق عليه السلام: ( أنّها قبضت في جمادي الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه،سنة إحدى عشرة من الهجرة)(١٠).

......................

١-البخاري، صحيح البخاري،ج٤ص١٨٣وج٧ص١٤٢.

٢- المصدر نفسه،ج١٣ص٥٧

٣- المناوي ،فيض القدير ،ج٤ص٤٢١.

٤- محب الدين الطبري،ذخائر العقبى،ص٣٦.

٥-ابن عبد البر، الإستيعاب،ج٤ص١٨٩٦،والحاكم النيسابوري،المستدرك على الصحيحين،ج٣ص١٥٤،واللفظ له .

٦- أنظر : الصدوق،معاني الأخبار، ص٣٥٤ - ٣٥٥.

٧- الأربلي،كشف الغمة ،ج٢ص٢٥٣.

٨- المجلسي،بحار الأنوار، ج٤٣ص٧.

٩- الأربلي،كشف الغمة،ج٢ص٢٥٩.

١٠- الطبري، دلائل الإمامة،ص٤٥.

 

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك