المقالات

لا أملك مهرها..!

1646 2022-12-20

مازن الولائي ||

 

ياسر ابن الحاج قمري لم يحالفه الحظ ليكمل دراسته بعد عجز والده الذي كان يعمل في زراعة الورود حيث تعرض إلى مرض اقعده عن العمل، ولم تكن وقتها الظروف سهلة لإكمال مشواره الجامعي الذي قضى عمره يحلم به، فمال إلى مهنة والده وهو يتعّرف كل يوم على صنف من صنوف الورد الجميل، سارة من ضمن بنات المدينة التي تحتظنها الجبال وسهول الورد وهي من عائلة ثرية قياسا بحال ياسر المزارع الذي توقفت أحلامه واجبرته التضحية على ترك التقديم على الجماعة حتى تكمل أخته التي سبقته في الجامعة وتوقفت المصاريف التي كان يؤمنها الوالد، ياسر ذات الصيت الحسن والشغف الحسيني لا أحد يعرف سره، غير ركنه الدائم في حسينية الشهيد روائي التي تعتبر من اعرق الحسينيات التي تقام بها المراثي الحسينية، لأنها كانت وقت الحرب العراقية الايرانية المفروضة هي التي تقام بها حملات تفويج المجاهدين إلى الجبهة، وياسر جدا متأثر فيها وكل يوم عند صلاة المغرب يقطف من بستانه أو محل الورود قبضة من الزهور ليزين بها منبرها وبعض نوافذ الحسينية.. سارة طريقها على محل ياسر الذي يفتح أبوابه عصرا وفي الصباح يكون في مزارع الورد .. يراها دون النظر لها لأنه يعي حرمة النظر ويعرف قيمة غض البصر..

جار ياسر رجل كبير من رواد تلك الحسينية الروحانية ويعرف ياسر، وعند مرور تلك البنت المحجبة والتي تمشي على حياء ووقار فهي بنت الحاج أزهري المعروف بأخلاقه وولائه وعشقه ..

يوما قال هذا الحاج الى ياسر ولدي ياسر لماذا لا تتزوج؟! تبسم ياسر وقال الوقت لم يحن بعد! قال ومتى ممكن أن يحين هل عندما يتقدم من يخطب سارة!!! قال ياسر أي سارة؟! وهو مصدوم! قال سارة التي كنت كل يوم تهرب من محلك إلى خلف منها! غرق خجلا وتعرق جبينه وهو بكل دفاعه ونفي التهمة عنه يقول نعم هي حلمي لأنها من يتفق برج عقيدتي معها، قال يا عم حتى لو ما تقوله صحيح فمن انا وانا لا أملك مهرها على الأقل؟!

قال الحاج بلا انت تملك مهرها وقد قدمت لها أعظم مهر وأنا أخبرت والدها.. بتعجب ودهشة أي مهر وعن ماذا تتكلم؟! قال مهرها هو غض البصر وحرصك على النظر لها بعيون الشريعة، ام تحسب أني كهل ورجل شاب شعر رأسي وما علمت أني اعرف حتى قنوت روحك وانت تدعو لها لتكون من الأسر السعيدة وأن يوفقها الله بشاب شهم يعرف قيمة حجابها وياسر مصدوم والدموع تفضحه حتى جلس ووضع يده الى صداغه لا يعرف ما يقول! حمد الله سبحانه وتعالى على نعمة مهر الحلال دون رصيد المال والوجاهات..

 

منا منا ياسر أو يرغب أن يكون؟!

 

"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين  يُسَدَّد على دولة الفقيه"

مقال آخر دمتم بنصر ..

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك