المقالات

أيادٍ علنية وخفية تعرقل عمل الحكومة

1467 2022-12-17

واثق الجابري ||

 

دون شك ،ان ما يحصل من  إنجازات لا يتناسب مع ما يُعرَض من طموحات وآمال وقوانين وقرارات وتعليمات.

هكذا الحديث عن مشروع الفاو الكبير   والدولار والكهرباء والخدمات، ليس بمختلف عن بقية العروض.

حدثونا عن حجم استراتيجية المشاريع، وأهميتها بالنسبة للعراق، وتأثيرالميناء على موانيء وتجارات دولية، وعلاقات سياسية ومنافعه التي لا تقتصر على مردودات مالية  مباشرة من الميناء، بل منعكسات ذلك على الاقتصاد العراقي، وتشغيل  ما لا يقل عن 100 ألف عامل ،ودور عالمي استراتيجي للعراق، والكهرباء بمعالجة ملفات فسادها وتحسين خدماتها، بما هي من تحدٍّ، وعلاقة مباشرة بالحياة اليومية، والدولار  بما له من انعكاس سلبي على الطبقات الفقيرة  التي هي ضمن أولويات الحكومة.

 يبقى الحديث  يدور في حلقة الامنيات، مالم تكن هناك استراتيجية وفلسفة سياسية تتناسب مع حجم الأهمية،  وتطبيق جملة قوانين وتشريعات وقرارات، في عادتها تبدأ بإجراءات، توصف  بالجادة الاّ أنها تتبدد بمرور الوقت، حتى أن بعض القوانين لا تطبيق لها على أرض الواقع، بل  في أحيان كثيرة من يخالفها هم في هرم المسؤولية، وهذا ما يقود الى  قناعة واقعية بأن هناك أياديَ خفيّةً  تجعل من القوانين حبرًا على ورق، وتضع المواطن في جملة إحباطات.

  ساد اعتقاد، وكما يبدو أنه جمعي لدى معظم المواطنين،  إن هناك منهجية لعرقلة العمل الحكومي، منها من تعمل لدوافع سياسية وحزبية،  وأخرى لتحقيق مصالح خارجية، حينما تعرقل عمل الدولة، والفساد ليس بعيدًا عن هذين الاحتمالين،   وإن أقررنا أن بعض الفساد سياسي وحزبي وشخصي، فلا نستبعد أن يكون الفساد لتحقيق دوافع خارجية، وبذلك يسود لدينا اعتقاد إن هناك أيادٍ خفية تغلغلت في معظم مفاصل الدولة ولا تريد لها النهوض، وإنْ اعتقدت أو فعلت لأسباب سياسية فهي بالنتيجة تؤدي الى انعكاساتها السلبية على المواطن الذي ينتظر أبسط الخدمات الحكومية، بل يأمل أن ينجز مشروع الفاو الكبير ويعود العراق الى أدواره المحورية  على المستويات الاقليمية والدولية.

الكهرباء هي الأخرى لم تتحسن خلال عهد الحكومة الحالية، سوى في أول أيام  التشكيل، ثم عادت الى واقعها السيّئ، رغم أن وزارة الكهرباء تقول إنها أضافت 1000 ميگا واط ليصل حسب قولها الى 24 ألف ميگا واط، من واقع حاجة فعلية تصل الى 30 ألف، وبذلك من المفترض أن لا يكون القطع  أكثر من 5 ساعات!..  أما الدولار فهو في ارتفاع، وذريعة الحكومة بإيقاف سوق العملة والمصارف التي تهرب الأموال، وهذا غير مقنع؛ وكيف تستطيع  أربعة مصارف التلاعب باقتصاد دولة!

 في هذه المقدمات، كأن القناعة تترسخ أن هناك أياديَ خفيّةً، ما تزال تتغلغل في الدولة وتحاول أن تفرض إرادتها، وترسم طبيعة السياسة التي  تناسب  سعيها للتمكن من مفاصل الدولة كلها، لكن الذي  يقلق الشارع  العراقي، أن تكون هذه الأيادي عادت للعمل مرة أخرى بقوة ،مستغلة الوفرة المالية،  ويزداد القلق أن تكون هذه الأيادي من تلك التي نظن أنها ستنجز ثورة إصلاحية، وتتجاوز الاختبار الذي وضعت فيه؟!.وكما يبدو أن فعلت ذلك فلن تكون خفيةً بل أيادٍ علنيَّةٌ تعرقل عمل الدولة، بل في الحالين، ومن المفترض أن لا تكون مخفية في عين الحكومة، التي ينتظر منها الشارع ان  لا تحابي طرفاً، يعرقل بهذه الأفعال عمل الحكومة فهي أيادٍ عدائية.

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك