المقالات

لبنان يشهد في الخفاء مخاض عسير لولادة نظام سياسي جديد،


د. إسماعيل النجار ||

 

فهل سينجح حزب الله في تسهيل طريق ولادته بأكُفِهِ البيضاء الناعمة من دون أن يُحدِث مضاعفات سياسية سلبية على الوطن والمجتمع،

وهل سينجح بإقناع كافة المكونات السياسية إلى مؤتمر تأسيسي من دون الإعلان عن إسمه يتفاهم الجميع حوله لتصحيح أخطاء وثغرات الطائف وإعادة النظر في الأوزان السياسية اللبنانية على حجمها وحقيقتها؟،

كل شيء مُتَوَقَّع في الأيام القادمة بعدما وضَع أغلبية الأفرقاء المسيحيين العربة أمام الحصان ووضعوا العُصِي في دواليب التفاهم السياسي حول إسم الرئيس العتيد،

الخبراء في السياسة وكل مُستَجِداتها والطارئين عليها أيضاً،

لم يستوعبوا بعد صعودهم السريع من بين مداميك البناء إلى مجلس الوزراء والنواب، والذي زادَ الطين بَلَّة إرتباط مسيحيين آخرين بمشروع خارجي لا يَمُت للبنانيتهم بِصِلَة ولكنهم ملتزمون العمل ليفوا تلك الدُوَل بَدَل دولاراتها التي يتمتعون بلونها الأخضر،

جبران باسيل يتهم حزب الله بالنكث بوعودهِ، والأخير يرُد بجملتين مختصرتين، على مقولة خير الكلام ما قَلَّ وَدَلّْ؟،

ويبقىَ سليمان فرنجيه السياسي المُحَنَّك والمحاور اللبِق هوَ المرشح الرئاسي الأقوَىَ في هذه المرحلة، من دون أن يُعلن حزب الله ذلك أو يتبناه، ومن دون أن يغلق الباب أمام أيَّة إحتمالات أُخرَىَ، فهوَ الحليف الإستراتيجي الأقرب لحارة حريك ولا زالَ يلتزم الصمت بشكلٍ تام ولم يخرج عنه أي تصريح،

بكركي الراعي الأول لمصالح المسيحيين في لبنان لَم تُحَرِك ساكناً فيما يخص الخلافات المسيحية والتباعد السياسي بين أفرقائها، والبطريرك الراعي الذي ينادي بالحياد اللبناني إتجاه القضايا الإقليمية الخارجية، إلتزَم الحياد السلبي فيما يخص أبناء جلدَتِهِ، في الوقت الذي كان يتحَتَّم عليه دعوة الأفرقاء المتنافرين وجمعهم حول طاولة حوار مسيحي مسيحي لفض الخلافات وتقريب وجهات النظر بدل أن يكيلوا الإتهامات لرئيس الحكومة بمصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية ومخالفة نصوص الدستور،

الأمر مُعَقَّد للغاية ونقاط الإلتقاء بين الأفرقاء المسيحيين شبه ممسوحة عن الخارطة السياسية، في ظل تشَتُت سياسي سُني وإجماع شيعي مُوَحَد وقوي حول إنتخاب رئيس للجمهورية،

قطر دخلت على خط الوساطة وهذا ما يتمناهُ باسيل لرفع أسهُمَهُ لدى تميم، ولكن لو حصل لقاء في الدوحة هذه المرة لم يدرك باسيل أن رياح هذا اللقاء لن تجري كما تشتهي سُفُنَهُ، وأن حديثاً آخر سيدور حول تلك الطاولة ونتائج قد لا ترضي المسيحيين قد تؤسس لتغيير جذري في تركيبة لبنان السياسية،

دخول بوابة الدوحة ستكون شيء والخروج منها سيكون مختلف تماماً فلا الطائف سيبقى مقدساً ولا الحال السياسي للمسيحيين سيبقى على ما هو عليه، لأن الخارج سيأتي بالتغيير وبمجرد عقد حوار لبناني لبناني في أي مكان خارج لبنان سيكون بمثابة مطرقه تكسر الطائف وتُصدِّع جدرانه وتدفع اللبنانيين لصيانته وإصلاحه وهو ما لا تريده الرياض أي المس بجوهر الإتفاق،

إذاً النصيحة الأجدىَ إلى البطريَرك الراعي إجمع رعِيَتَك تحت سقف بكركي وأخرج الى اللبنانيين بإسم رئيس للجمهورية بمواصفات الأمين العام لحزب الله، واخرِجوا البلاد من عنق الزجاجة.

 

بيروت في..

          12/12/2022

 

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك