المقالات

المزاج السياسي والإداري!..

1389 2022-12-10

ا.د جهاد كاظم العكيلي ||

 

إن عدم التوازن والثبات في العمل وتطبيقاته المُختلفة وإنعدام العدالة الإجتماعية ونقص في الشعور الإنساني، ناجمة عن سلوكيات المسؤول وعدم إستقرارة على خط عام يسير عليه لتنفيذ إجراءت العمل المُناط له في  المجال الإداري والسياسي ..

وهذه السلوكيات صفة هي سائدة في معظم دول العالم الثالث وإنتشرت فيها بشكل واضح جعلها تعيش في حالة زئبقية ومتزحلقة غير مُستقرة، ما يُعيق هذه الدول  عن إيجاد مخرج صحيح لمعالجة أوضاعها العامة وهي سمة غالبة تتميز بها، ما يقود بالنتيجة إلى تراجعها وإنخفاض في مستوى أدئها الوظيفي والمهني، وبالتالي يؤدي إلى تدهور الواقع الإقتصادي والخدمي ..

ومن المعروف أن مزاج او سلوك المسؤول يجب أن يكون وفقا لمُعطيات المصلحة العامة التي تنسجم مع الحق العام الذي يُنظم أحوال الناس وفقا لضوابط النصوص المُتعارف عليها في سياقات العمل للنهوض بواقع البلاد نحو الأحسن، وهذا ما سارت عليه دول صغيرة مثل دول الخليج وغيرها من الدول في مُختلف بقاع العالم، حتى أصبح فيها الإنسان ذو قيمة عُليا وصارت كرامتة مُصانة وحقوقه محفوظة ..

وبالمقارنة مابين هذه الدول والعراق، فإن واقع الحال في العراق ظلَّ يلعب به المزاج السياسي والإداري دورا سلبيا مثلما يحلو للمسؤول في موقع العمل وكيفما يشاء، سواء أكان ذلك على صعيد واقع العمل الإداري او العمل السياسي، فالمسؤولية بشكل عام أصبحت في العراق حالة لتفريغ المزاج الناجم عن مُركب في عقلية وسلوك بعض المسؤولين التي تُناقض المصلحة العامة كُليا وسياقاتها المطلوبة في العمل، ما أدى إلى ظهور حالات شاذة وهي كثيرة مُخالفة للمفاهيم والقيَّم والأعراف التي من شأنها تقوية المجتمع وحفظ النظام وفرض هيبته وسطوته على الجميع، والتي يفترض أيضا أن يكون القانون فيها هو السائد والفيصل الوحيد للشعب لإنصاف المظلوم ورفض الباطل، وجعل الجميع مُتساوين في الحقوق والواجبات، غير أن المزاج السياسي والإداري الظاهر في السلوك العام والممارسة قد قَلَب الموازين وغابت فيها الحقائق وتعطلت مُمارسات العمل التي تدفع البلاد للخروج من أزماته القابضة على أنفاس الشعب وعَطلت قواه الإجتماعية والأقتصادية ..

والواقع هنا يشهد حالات عديدة كالتراجع بتنفيذ القرارات التي إختلفت عندها أمزجة المسؤولين وتعارضت فيها المصالح، وأصبح فيها (المسروق يعتذر للسارق)،  والمحسوبية في العمل والمحاصصة وفق المزاج السياسي التي يُفضل فيها أهل (الثقة على أهل الخبرة)، والفاسقون ينتشرون في مفاصل الدولة يأكلون جدرانها كالأرضة، والمواطن لا يفهم المواطنة سوى ما يخدم مصالحة على حساب الآخر لإرضاء رغباته ومزاجه للإستحواحذ والسيطرة، وهذه الظاهرة تجلت بصورة واضحة للعيان في سلوك المواطن سواء أكان في موقع إداري او سياسي من دون أن يكترث للعواقب التي أثرت على مُستقبل البلاد والعباد، وأضحى الكل يشتكي من الأمزجة السياسية والإدارية.. والفاعل هو المجهول في هذه القضية!..

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك