المقالات

سنبلة المعارك..!


إيمان عبدالرحمن الدشتي ||

 

معطاءة كالأرض تجود بما أينعت من ثمار، وكالنخلة الباسقة التي تساقط رطبا جنيا، وكالسلسبيل تروي ظمأ العطاشى، تلك هي المرأة العراقية.

حين أصبح الوطن قاب قوسين من أن يؤسر على أيدي بغاة لئام فجرة، وفعلوا فعلتهم الشنيعة التي يندى لها جبين الإنسانية والغيرة والمروءة، في قتل ما يقرب من ٣٠٠٠ شاب شيعي أعزل من أبناء الوسط والجنوب المتواجدين في قاعدة تكريت "سبايكر" العسكرية، بدم بارد وبأبشع الطرق وبتواطئ أبناء بعض العشائر الخائنة من عشائر تكريت، واستحكموا قبضتهم على ثلث اراضي الوطن الحبيب، نادى منادي الحق أن "فرض الجهاد على من إستطاع اليه سبيلا"

أثارت تلك الصرخة المدوية همم الرجال الغيارى بشيبهم وكهولهم وشبابهم وحتى فتيتهم، فتقدموا جحافلا لا يرهبون الموت يتسابقون الى مغانم الشهادة وكأنهم يُزفَون، فكانوا بين من نال شرف الشهادة وبين من حمل وسام الفخر وهو يحمل جراحاته وبين من ينتظر دوره بينهم وما بدلوا تبديلا.

كان للمرأة في تلك المنازلة العظيمة وما رافقها من أحداث وما سبقها نصيب لا يستهان به، إضافة للمعاناة التي تحملتها كثير منهن بسبب الأوضاع غير المستقرة وغير الطبيعية للوطن، فقد عانت كثير من النسوة في المدن الساخنة مرارة التهجير والبعد عن اقضيتهن وقراهن وسلبهن حالة الاستقرار إضافة للتعذيب والتنكيل وفقد الأحبة، وحتى وصل الأمر الى بيعهن في سوق النخاسة، كانت الحصة الأكبر في هذا الابتلاء قد نزلت على النساء الشيعيات والايزيديات، فالعدو فاقد لكل معاني الإنسانية والرحمة.

كان للمرأة دور كبير في التعبئة للبطولة والحمية وشحذ الهمم للمشاركة في تلك المنازلة العظيمة، فاستنهضت الأب والأخ والزوج والإبن للتطوع دفاعا عن الأرض والعرض والمقدسات، وقدمت القرابين من أعزتها بذلك الدفاع المقدس واحتسبتهم عند الله، ورغم أن حرارة جمرة الفقد لا تبرد في مهجتها، وأعباء تكفل العائلة بعد فقد الاحبة كبيرة وجسيمة؛ إلا أن المراة العراقية والشيعية على وجه الخصوص قابلت كل هذه الظروف بقوةٍ وصلابةٍ وتحدٍ وبطولةٍ، فكانت لسانا معبئا، ويدا معطاءة تجود بأنواع الأطعمة والأشربة على المقاتلين، ويدا حانية تمسح على رؤوس أيتام الشهداء، وتحملت متاعب الحياة وقيادة الأسرة بصبر وثبات، فكيف لا وقد تربت في مجالس الذكر المحمدي الأصيل، واستلهمت الإباء من سيدة النساء مولاتنا فاطمة، ومن فخر المخدرات مولاتنا زينب، ومن أم الوفاء مولاتنا أم البنين عليهن السلام.

الدور المشرف الذي قامت به بعض نساء محافظة صلاح الدين أيضا لا ينسى، مثل الشهيدة أمية الجبارة والتي تصدت مع اخوتها وأبناء عمومتها الى عناصر داعش الإجرامية حتى نالت شرف الشهادة، إذ استطاعت ان تحمي حياة بعض الشباب التابعين لقاعدة تكريت "سبايكر" ممن استطاعوا ان يفلتوا من سطوة القتلة، كما شاركتها هذا الشرف الحاجة أم قصي التي استطاعت وببطولة قل نظيرها من تأمين حياة مجموعة أخرى من شباب هذه القاعدة، غير مكترثة بالمخاطر التي قد تحدق بها في حال اكتشف المجرمون ما قامت به.

هنيئا للعراق نساؤه المجاهدات المضحيات اللاتي كن بيارق فخر وعزة على مر الزمان، ومازلن على نفس الثبات، بل ازددن تعبئة واستعدادا للتضحية والصمود لنصرة الإمام الموعود عجل الله فرجه.

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك