المقالات

أدخلي حِصنَ فاطمة "ع"..


كوثر العزاوي ||

 

إنّ الإسلام العزيز، كَدينٍ ختمَ الله به الأديان والرسالات السماوية، ومنه انبثق النظام الأمثل للحياة وقد تمثّل بالثقلين "كتاب الله والعترة المطهرة" وقد شمل عموم الخلق، ثمّ خَصّ الباري"عزوجل" النساء، إذ منَّ  عليهنّ بركنٍ وثيق من أركان العترة الطاهرة "فاطمة الزهراء عليها السلام" الأنسان الأكمل والإنموذج الأمثل، الذي يلحظ خصوصيّاتهن ويجسّد حياتهن بمختلف أبعادها، إنها النعمة الجزيلة في الخلق، وهي إبنة الوحي والرسالة، ومَن تربّت في حجر سيّد الخلق المصطفى محمد"صلى الله عليه وآله وسلم"، فكانت الناطق العمليّ، والمترجم السلوكيّ للإسلام في الحياة، والتجسيد الحقيقي لصفات الله وضوابط السماء، وقد أوضح هذا المعنى الملكوتي، الإمام الخمينيّ "قدس سره" إذ يقول:

{إنّ مختلف الأبعاد التي يمكن تصورّها للمرأة وللإنسان قد تجسّدت في شخصية الزهراء"عليها السلام" فلم تكن امرأة عاديّة، كانت امرأة روحانيّة ملكوتية ملكوتيّة} أجل!!

فعندما نطّلع على سيرتها العطرة نجد أنّ أغلب الجوانب الحياتيّة التي تقاسيها المرأة -إن لم نقل كلّها - قد مرّت بها "عليها السلام"

ابتداءًا بسلوكها النابع من الذوبان في الإسلام، ومرورًا بالعيش الزهيد والإعراض عن الدنيا والاهتمام بالمجتمع وتربية الاسرة العلوية، وصولًا إلى الدفاع عن الحق وأهله المتمثّل بإمام زمانها ومواجهة الباطل لدرجة تحمّل الأذى والإرهاب

الذي أدى إلى استشهادها" عليها السلام"

فينبغي اتّباعها في الحياة للالتحاق بها وتحقيق الهدف من الخلق، ومما لاشك فيه أنّ طريق الزهراء"عليها السلام" هو طريق العظمة، هو طريق رضا الله "عزّ وجلّ" والوصول إليه حيث المراتب العليا!

ومن هنا نفهم، أنما يتحقّق للمرأة في اتباع نهج فاطمة الزهراء "عليها السلام" مآرب جمّة في طريق التقوى والعفاف، والعلم والصمود في مختلف الميادين التي تحتاج إلى الصمود، فضلًا عن معرفة المنهج التربوي للأبناء والحياة العائليّة، وفي ذلك الفضائل والجواهر المعنويّة والملكوتية، فما على النساء سوى السير في هذا الاتّجاه التكاملي، لتضمنَ بذلك سلامة الدين والدنيا والآخرة، وتلافي الوقوع في فخاخ الشيطان الذي من أهم وظائفه اليوم: تهديم القواعد الرصينة المستقِرة، وليس هناك أكثر متانة من حياء وحجاب المرأة واكثر استقرارًا من التزام الاسرة وسلوكها نهج سيدة نساء العالمين، الذي ثمرته عادة الابداع وتثبيت أركان الإنسان وإشاعة الفضيلة، لذلك نجد شياطين الإنس اليوم وعلى رأسهم الشيطان الأكبر هم جنود إبليس الذي بات همهم الوحيد هو: تهديم وتحطيم هذا الحصن الحصين "الحجاب ومنهج الأسرة الفاطمي"، وبالتالي تهديم سور الحياء ليسهل عليهم أستباحة الحُرُمات وتدمير المنظومة القيَميّة والأخلاقية للمرأة لأنها عماد الأسرة وحصانة المجتمع.

 

 

١٢جمادي الأول١٤٤٤هج

٧-١٢-٢٠٢٢م

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك