كوثر العزاوي ||
إنّ من صفات القلوب المريضة وماتسمى بالظلمانية أنها تنفر من الأمور الحسَنة وتستنكر الأفعال السويّة، وتتقبّل العكس، علاوة على خضوعها طوعًا لوساوس الشياطين من الإنس والجنّ! وما قناة دجلة التي طالما تصدّرت في حيازة نسبة عالية من مكنون الغيض والحنق على مظاهر العفة والفضيلة فضلًا عن استيائها من كلّ نجاح أو تقدّمٍ لاتباع آل محمد "عليهم السلام"،
وليس هذا من باب التجنّي ولا على نحو الافتراء، إنما هو ديدنها الذي لايخفى على عاقل متابع، فبالأمس انتشر مقطعًا لإحدى مذيعاتها وهي تعترض على ذكر الإمام المهدي "أرواحنا فداه" ونشيد سلام يا مهدي في إحدى مدارس بغداد، كما اعترضت على لبس العباءة التي تمثّل الحياء والعفة والحشمة للفتاة الصالحة الواعية، والغريب حقّا أننا لم نشاهدها تستنكر ولم تسْتَشِط غضبًا يوم استضافت إحدى المدارس مطربًا متميّعًا لتفتِتح به إدارة المدرسة اول ايام الدوام ما جعل المدرسة تبدو بكادرها وتلاميذها كأنهم في قاعة زفافٍ أو سهرة متهتّكة!! وأين قناة دجلة عن مدرسة للبنات في الانبار يرقصن(الچوبي) على انغام أغاني أهل الغربية والمقطع منتشر على الملأ!!
وما اعتراضها واستهجانها لمظاهر العفة والستر وأصوات الثناء والذكر لآل محمد "عليهم السلام" إلّا كاشفٌ عن كون مذيعة قناة دجلة ليست ابنة العراق التي أغلبيتهُ مسلمين ومن شيعة آل محمد"عليهم السلام" شاءت أم أبت، ولكن.. ربائب الغرب وَمَن رضُوا بأن يتنكّروا لدينهم ومبادئهم بل حتى لعاداتهم وتقاليدهم العشائرية الأصيلة قد وَفَوا بالعهد ليكونوا أبواقًا للتضليل ومعاول هدم لأركان الفضيلة في بلدانهم!!
وما ظاهرة المستَنكِرين للحجاب وحملة إسقاط العمامة الشريفة، إلّا فتنة إن لم نقل حربًا وقد بانت بوادرها وانكشفت خيوطها ليُكمِلوا أبطال مسرحية "مهسا أميني" التي بدأ بثها على ساحة الجمهورية الإسلامية لتجتاح أضواؤها أكثر من دولة اسلامية، مرورًا بمصر ومدرسة الدقهلية ووصولًا بالعراق، وماذلك إلّا لإشعال فتيل الفتنة عبر قناة دجلة وامتعاضِها من ذكر امام الزمان "عجل الله فرجه الشريف"
ولاادري! مالذي هيّج رعبهم وأثار غيضهم ؟!!هل أنّ سقوط السعودية تحت نير الفساد والتحلّل وهيمنة مؤسسات الدعارة والتفسخ الاخلاقي قد أعجب الّلاإسلاميين ليشيعوا الفاحشة ويروّجوا لها تحت عنوان التحرّر والانفتاح على العالم حتى يَحذَون حذوها؟!!!
على كل حال، لتعلم قناة دجلة ومَن على شاكلتها أنّ العراق ليس مصر ولا السعودية ولاغيرها من الدول المتأسلمة، وانّ إثارتها ورصدها لأي مسألة تتعلق بالقيم وتعاليم الاسلام، ماهو إلّا استفزاز وعملية جسّ نبض الشارع الملتزم ، وستجد مالا يسرّها من مواجهة إعلامية وواقعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحتى الميداني وبحجم المخطط المُعَدّ من قبل دوائر السفارة الأمريكية وأذنابها في الداخل والخارج ما يجعلها تقف صاغرة عند حدودها، وماأنتصار الفضيلة على السافل محمد رمضان في مدينة السندباد سوى تذكرة وليس منها ببعيد! ومن هنا: إذ نهيب بالمؤمنين والمؤمنات من أهل الانتظار والتمهيد المهدويّ إدانة وشجب واستنكار وتأديب مثل هذه القنوات الفاسدة الفاسقة التي تروّج للمجون والتهتك الاخلافي، فقد رضيت يومًا وسرّها نشر مظاهر الخلاعة وبث الأغاني الهابطة في ليلة ذكرى استشهاد سيد الشهداء "عليه السلام" واليوم تستنكر وتدعو الى الفتنة لبث نشيد"سلام يا مهدي" وهي بذلك تؤكد كعادتها إثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار وضرب الفضيلة وإشاعة الفساد بين الشباب من فتيان وفتيات بل وكل اسرة ومجتمع مؤمن.
١٨-ربيع الثاني١٤٤٤هج
١٢-١١-٢٠٢٢م
ـــ
https://telegram.me/buratha