مانع الزاملي ||
الكل يعلم ببداهة ان تكرار الحرائق في منشآت اومراكز تجارية ليست امرا عفويا ودون فاعل بشري مسخر ، لأنه لو افترضنا ان تماس كهربائي حدث في احد المولات خلال عدة شهور لكان امرا مقبولا !!لكن ان يحدث في اسبوع واحد عدة حرائق لايمكن تعقله مطلقا على انه محض صدفة !! ، ولابد ان يكون وراءه فاعل ويؤسفني ان اقول ان المخطط لتلك الحوادث غبي لدرجة البلادة ، وتوقيت الحرائق جاء متزامنا مع الاسبوع الاول لممارسة الحكومة الجديدة اعمالها ، ولست هنا في معرض امتداح الحكومة او ذمها لان ذلك ليس من اختصاصي ولا من امكانياتي التقييمية ولست متطفلا على اراء المختصين لكنني بحسي الامني اعلم ان الحوادث المتكررة لا تحدث صدفة ولا دون قصد قاصد !!!
وسبق وان ذكرت في مقال سابق مقولة ( اذا اردت ان تعلم من هو صاحب الجريمة فأبحث عن المتضرر ) واستنادا لهذه النظرية اقول ان من وراء الحرائق والاغتيالات هم الفاسدون ورهطهم المنتفع ،لانه من غير المتعقل ان نعتقد ان الفاسد والسارق والقاتل شخص وتم القاءالقبض عليه واودع السجن !! ليقول القانون بحقه قولته، ان شخصا متلبسا بجرم سرقة المليارات من المؤكد ان في رهطه المئات الذين مهدوا له الفعل ولهؤلاءاعوان ومتضررين وربما من الاعوان من هو ساذج وغبي ويتصرف بطريقة ساذجة ، خصوصا اذا التفتنا لوسيلة تنفيذ الفعل للجريمة ، لان حرق مول اًو مؤسسة لايتطلب جهدا كبيرا بل لمجرد القاء عود ثقاب مشتعل يكفي لحرق سوق كامل !!
والمتضرر ايضا ساذج عندما قتل الكندي بغض النظر عن ماهية هذا الشخص وعمله ، لان الفاعل كان مبالغا في تقدير موقف امريكا بسبب اغتيال شخص مع ان الامريكان يقدمون في كل يوم بالعالم عشرات الضحايا خدمة لاهدافهم ، لذلك جاء رد الفعل الامريكي باردا جدا وكأنهم يقولون للجاني نعلم هدفك ولن ننجر لموقف يخلط اوراق الوضع في عراق نسعى في هذه المرحلة ان يكون مستقرا امنيا بسبب ما يعانيه العالم من ازمات متنوعه على خلفية الازمة الدولية في اوكرانيا !!! وازمة الطاقة في بداية شتاء ربما يكون الاقسى في تاريخ امريكا واوربا،
ان التعويل على الحرائق لبلوغ هدف سياسي ضرب من السخف التكتيكي لو افترضنا ان الساذج الفاعل وراءه عاقل مخطط من وراء الستار !!!
لذلك الكرة الان في ملعب القوات الامنية بكافة صنوفها وعليها ان تكثف جهدها الاستخباري والامني الذي يبحث عن راس خيط يدلهم على خلية الدبابير المتآمرة ، ان الامني الناجح والمنتج هو الذي يسبق الحدث لا ان يتحرك بعد الجريمة ليقدم لنا احصائية الخسائر او يحول عجلات الشرطة والجيش لاخلاء الجرحى والشهداء !!!!
ان مراقبة العدو الافتراضي هو نصف معالجة الجريمة ووضع من تحوم حولهم الشبهات تحت المراقبة الربع ماقبل الاخير من ابطال الفعل ، وتحديد المبارز الجرمية ونوعيتها تجهض نوايا من افترضنا انهم ساذجون او مسخرون من اذكياء جالسون على التل ، وارى ان سرعة اجراءات الحكومة ضد الفاسدين ينبغي ان تتخذ التريث الهادف وانتهاج سياسة التنين لكي تدوم المسيرة وخلاف ذلك ارى اننا مقبلون على فوضى امنية لان الهدوء غالبا يسبق العاصفة!
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha