المقالات

التفرج عند العراقيين ..

1441 2022-11-06

أ‌.        د. جهاد كاظم العكيلي ||

 

من الأمور الغريبة التي إنطبعت في نفوس العراقيين خلال العقدين الماضيين، هي التفرج او ما يُطلق عليه بالعامية (الفرجة)، إزاء ما يحدث لهم من مصاعب وويلات وظروف قاسبة أخرى، إذ صار الفرد ينظر لما يدور من حوله من أحداث مأساوية تهتك به وبالآخرين، ومنها على سبيل المثال الظلم او الحيف او كارثة تصيبهم جراء حوادث القتل او السرقة والإحتيال وغيرها الكثير من الظواهر المدانة ..

إن هذه الظواهر دفعت بالفرد للأسف، أن يشعر بلذة الفرح والألم في آن واحد، حيث سبق للكاتب ديستويفسكي وإن نبه إليها حين أطلق عليها وصفه المعروف "الشعور باللذة اللاواعية"، أي الشعور بلذة (الفرجة) ومعاينة آلام الآخرين، وهي تخفي وراءها مزيج مُركب من الحزن والفرح ..

وعندما ننظر للواقع وأحداثه، نجد أن هذا الشعور المُركب أصبح  كسلوك عند أغلببة الناس، يُصاحبه عدم الإكتراث لِما يحدث لهم بفعل عوامل داخلية او خارجية خلقت هذا السلوك الخفي عند الإنسان، ما أدى بالنتيجة إلى إضعاف المجتمع برمته وشتَّت قِيمهُ ومسؤوليته الوطنية والإنسانية على حساب المصلحة العامة .. 

من هنا يُمكننا القول، أن التصرف على وفق هذا السلوك المُركب والتفرج على واقع يُغطيه  الفساد  المالي والقيمَّي وتدهور الواقع المعيشي، جعل من الجميع أن يجلسوا على منصة الشقاء بسب هذا الشعور، ذلك أن (الفرجة) التي توغلت في سلوكنا وزرعت فينا حالة من الحزن والفرح معا من دون أن نكترث لعواقبها وتأثيرها على مصائرنا ومستقبل حياتنا، مِما جعل منها أحد الأسباب الرئيسية لزرع الجمود في نفوسفنا وعدم الإكتراث بِما يحصل لشعورنا، كوننا نعتقد بإننا بعدين عن ذلك او غير متورطين بمشهد الحزن والألم الذي يكتنف نفوس الشعب، لكن الحقائق تشير إلى أن سلوك (الفرجة) هذا، هو عادة غير محمودة بل أرى أنها مذمومة لا تُساعد على بناء مجتمع سليم مُعافى يشعر بالمسؤلية المجتمعية لِما يحدث من تدهور معرفي وصحي وخدمي تؤذي الإنسان وتزعزع وجوده في محيطه الإجتماعي ..

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك