نصر السماحي ||
دأبت الاحزاب السياسية بمختلف مشاربها وفي مختلف اصقاع المعمورة على اقامة المؤتمرات الدورية التي يمارس ضمنها تقييم ومراجعة مراحل عملها السابقة وتشخيص الاخطاء والهنات ومعالجة مواطن الخلل والضعف وتنمية مواطن القوة والنجاح ويتم ذلك من خلال نقد داخلي جاد وحقيقي وبناء يمارس بأوسع الصور واشدها
ومثل هذا العمل اضافة الى كونه عملا علاجيا تقويميا تشخيصيا تصحيحيا فهو يمتلك في ذاته فوائد اخرى مهمة وضرورية منها:-
- مراجعة المراحل الماضية وتشخيص ومعالجة مواطن الخلل وتنمية مواطن القوة.
- اعداد وتقييم ومراجعة واقرار الخطط للمراحل المقبلة.
- توضيح الملابسات التي قد تكون وصلت الى قيادات الخطوط الدنيا بصورة مبهمة مما ساهم في تكوين لغط على قرارات القيادة العليا.
- شعور القيادات الدنيا في حال ممارسته انها مشتركة مع القيادة العليا في المسؤولية عن القرارات.
- نفسيا تعمل على تفريغ شحنات الاعتراض والاشكالات في نفوس الاعضاء ومنع تحول مثل هذه الشحنات الى افعال هدامة او جلسات جانبية لجلد الحزب والذات على حد سواء.
- تساهم في خلق رأي واحد مشترك داخل الحزب يمنع الانشقاقات والانقسامات.
- يمكن لأي باحث ان يضيف العديد من الفوائد الاخرى.
غير ان الجدير بالملاحظة والذكر ان اغلب ان لم يكن جميع الحركات والاحزاب في الساحة العراقية امتنعت او ماطلت او سوفت اقامة مثل هذه المؤتمرات بحجج واعذار عديدة بل ان قسم منها امتنع حتى عن اقامة الاجتماعات واللقاءات الدورية لنفس الحجج الواهية ويمكن كذلك تشخيص مجموعة من الاسباب لمثل هذا التسويف والمماطلة ابرزها:-
- عدم وجود منهج مبني على رسالة حقيقية لاغلب هذه الحركات يمكن جعله مرتكزا لمثل هذه المراجعات الشاملة.
- نشوء اغلب الحركات والاحزاب نتيجة لحدث معين في مرحلة معينة وليس نتيجة لايديولوجية محددة.
- شعور القيادة العليا بالعديد من الاشكالات وعدم رغبتها في طرحها للنقاش امام القيادات الادنى.
- ضعف او انعدام الثقة بين مستويات القيادة في هذه الاحزاب وبالتالي تسرب الشكوك حول نوعية ماسيطرح داخل هذه الاجتماعات والمؤتمرات.
- استشراء النزعة الفردية للقيادة في اغلب الاحزاب العراقية وانشغال القيادات العليا في تكريس وبسط نفوذها ومنع مشاركة اي مستوى اخر في القرار.
- ويمكن كذلك تشخيص العديد من الاسباب الاخرى من قبل اي باحث اخر.
لذلك نحن اليوم في العراق امام حاجة ماسة وملحة وضرورية لمثل هذه المؤتمرات والمراجعات في مختلف الجهات والحركات لمراجعة وتصحيح اخطاء المراحل السابقة والتخطيط للمراحل المقبلة بشكل علمي ومهني واحترافي للوصول الى قيادة وتوجيه الاحداث وليس ان تقودنا الاحداث الى مالانعلم مكتفين بردود افعال آنية ومرحلية قصيرة الامد ضعيفة الاثر.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha