مازن الشيخ ||
تكمن صناعة المستقبل في ثلاثة مواضع: ضمائر حية، وقلوب زكية، وعقول ذكية، فإن خمدت روحها في مكامنها، فلا دساتير تنفع ولا قوانين تردع ولا محاكم تمنع.. فينكمش الصدق وترتفع هامات الكذب وتتوارى الشجاعة ويسود الجبن وينزوي الوفاء، فتنشط الخيانة وينكس العدل رأسه، ويعم الظلم وتتعالى صيحات النفاق، وتغني شياطينه وترقص أبالسته على أنغام المصلحة الشخصية». هذا هو ما يحصل في العراق، وسيبقى كذلك الى أمد غير منظور..
لا تفرحوا كثيرا، فمنذ عام 2003، التبس مفهوم حرية الرأي والتعبير والفكر على كثيرين، وجرى الفهم بالمقلوب، وتحت هذا المفهوم ارتُكبت العديد من الجرائم، وتم خداع الناس والشباب تحديداً من قبل أولئك السياسيين المخربين، تحت زعم أن هذه الحرية تسمو وتتفوق على غيرها من الحريات، حتى اعتقد البعض أن من حقه أن يقول ما يشاء بجميع الصور والأشكال والوسائل، ولا يجب على أي أحد أن يصادر أو يحجر عليه رأيه، لأن كل ما يقوله أو يكتبه هو رأي أو وجهة نظر، لكن تناسى ذلك البعض عن عمد أو جهل وغشامة أن وجهة النظر شيء، وقلّة الأدب شي آخر! بل إن كثيرين لا يفرقون بين حرية الرأي والسب والقذف والطعن بالأعراض والإساءة للكرامات، البعض يجهل أيضاً كيف يمارس هذه الحرية وما هي حدوده في ممارستها..!
في البداية حرية الرأي والتعبير تعني التزام القضية والمبدأ، وتشترط أن من يتمسك بها صاحب رأي، وهذا الرأي مقبول وخاضع للأخذ والرد والنقاش، ومثلما أن حرية الرأي والتعبير مكفولة كذلك حق التقاضي مكفول للناس وفقاً للدستور، فالحقوق الدستورية متساوية، ويجب ألا يسمو حق على حق، وألا تعلو مادة على مادة، والدستور كتلة متكاملة من الحقوق والواجبات، لكن جماعة سليم الحسني وأمثاله، ربما لا يعجبهم هذا الكلام.
ونتسائل هل يجوز السكوت على هذا النوع من الانفلات الاعلامي، الذي يهدف الى تكسير عظام المتصدين الأنقياء، والى تدمير الدولة .
سليم الحسني عندما الصق سيلا من الإتهامات للحاج العامري كان يعرف أنه تخطى الحدود الأخلاقية، وباع ضميره، وأذا كان صادقا فيما قال، فعليه أن يستمر بالشأن الذي طرخه، ويقدم أدلته على ادعائه او يتم محاكمته على التدليس والتلفيق، وإلا فإنه ينفذ أجندةباتت مكشوفة، ودأب عليها منذ أمد بعيد، لأنها كل ما يمتلك في دنياه..
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha