کوثر العزاوي ||
لقد أصبح اللعب على المكشوف كما يقولون! فما تسمى بالحرب الناعمة أو القوة الناعمة فقد تحولت اليوم إلى حرب صلبة وقوة ضاربة هادمة،
فها هي سفارة الشيطان الأكبر أمريكا تلعب دورًا بوسع جهدها لتغيير عقلية وثقافة الشباب العراقي عبر إعداد برامج متنوعة مدروسة تحت مسميات ظاهرها جميل وباطنها مُسرطَن تحت عنوان: {التبادل الثقافي إنموذجًا} وله قدرة عالية على نخر تركيبة الإنسان بِدءًا من العقل الذي هو كل رصيد الفرد وصولًا للشرف والمروءة!! لاسيما العقول الغضة الفتية التي مازالت في طور البناء والتحلية، فقد روّج عمّال السفارة وعبّاد الدولار وعشاق الدنيا وحَمَلةَ الأجندات الخبيثة الهدّامة لدعم مثل هذه البرامج التي هي أحدى أدوات الحرب الناعمة على العراق خاصة، في أخبث حركة لإعداد البرامج التي
تسعى الى تغيير الأعراف والعادات والتقاليد بطريقة ناعمة وهادئة وسلسة وبلا ضجيج، مما تجعل الشاب أو الشابة يظن بل يعتقد أنه قد حظيَ بمراده وحلم حياته،
وأنّ وصول مثل هذه الشريحة المهمة من طلبة المدارس الإعدادية وطلبة الجامعات وحتى الأساتذة
منهم إلى درجة الاعتقاد واليقين بما يتلقَّوْن من برامج تمتاز بالشفافية، إذ تلامس شغاف مسار طموحاتهم على صعيد الوجدان لا العقل، فهي في الواقع اخطر جريمة لاستكمال السفارة الأمريكية لعملية غسيل الدماغ وتدمير البُنى الإنسانية بذريعة مساعدة وتمكين الشباب والشابات عبر الزمالة الدراسية التي تطلقها بين مدة وأخرى ومن خلال دورات مكثفة داخل وخارج العراق مثلما اشتهر مؤخرًا :
•برنامج تبادل القادة الشباب العراقيين {آيلب}
•برنامج زمالة رواد الديمقراطية LPF
•برنامج فولبرايت،
وهو من الخطورة بمكان حيث تُخصص لهم ورش عمل خاصة برصد ميزانية بملايين الدولارات كما يتم اختيارهم وفق الشروط التحرّرية والنأي بهم عن العادات والتقاليد كي لايثيروا حفيظة اهليهم أو عشيرتهم، لغرض صناعة جيل مهيأ للإنقياد، فيكونوا أساتذة وخبراء متأمركين معوّقين فكريًا ومتحرّرين دينيًا وعقائديًا، ومايخفى أعظم وأدهى!! فلاغرو والجميع يعلم سيما أصحاب البصيرة، أن ماعملت عليه السفارة الأمريكية وأذنابها في الداخل والخارج ومازالت تعمل، لهو الاستغلال بعينه، لكي تكسب أكبر عدد ممكن من الشباب ممن يمتلكون مؤهلات وجعلهم أدوات تستخدمهم لإثارة الفتن والاحتجاجات وزعزعة العقيدة كما حدث ذلك في أكثر من محطة، فضلًا عن نشر ثقافة العلمنة والانفتاح والانحلال والإلحاد والتمرّد على المرجعية والأعراف، وكل ذلك يفضي الى الدفاع عن المصالح الأمريكية والترويج للتطبيع مع اسرائيل!! لتمرير مخططاتها وإنجاز مشاريعها!!
قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا} النساء: ١١٩
فيا أيها العشائر الأصيلة والعوائل المحافِظة ياأصحاب الغيرة والشرف ورعاة الفضيلة، شبابكم ذكورًا وإناثًا في خطر، وهم بين فكّي كماشة، فلا تساهموا في جعلهم لقمة سائغة في فم الحوت الأزرق الذي ابتلع الجزء الأكبر من فلذات اكبادنا في كمائن متعددة مزوّقة براقة! نتيجة تقاعسكم وغفلتكم، وانتم تعلمون أن هدف أمريكا وادواتها الأكبر هو ليس كسر شوكة العراق عسكريًا وأمنيًا فقط، بل الهمّ الأخطر هو الهيمنة على بلد المقدسات والخيرات وتدمير قيم الإسلام والأخلاق والثوابت والأعراف وتغيير الثقافة الأصيلة الناصعة، فهل من مجيب لإيجاد حلٍّ على نحو الصدّ والردع بقوةٍ فاعلة لاتقلّ دهاءً ونعومة عما يفعل الظالمون!! والله وليّ المؤمنين.
٢٨ربيع الأول١٤٤٤هج
٢٥-١٠-٢٠٢٢م
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha