حيدر الموسوي ||
مفردة الشروكي استخدمت كثيرا للتنمر على ساكني مدن الجنوب او من اصول تلك المحافظات ، وتم العمل على ترسيخها منذ عقود وخاصة في زمن النظام السابق ، وصارت جزء من العقل الجمعي ان يتم تعيير هذه الفئة الاجتماعية بهذه العبارة انت شروكي في محاولة الانتقاص والنيل منهم وجعلهم مواطنين درجة ثانية ، سببت هذه العبارة ازمة اجتماعية ونفسية لدى هذه الشريحة الواسعة والكبيرة
انعكست تداعياتها على التعامل الاجتماعي بل وصل الامر حتى الى الزواج في بعض المدن بعدم اعطاء بنت عائلة من الكاظمية وان كان شيعي الى ابن العمارة والناصرية والبصرة حتى لو كان يمتلك مؤهلات شهادة او مال او غيرها طبعا مع وجود الاستثناءات من هذه القاعدة
اما على مستوى المحافظات الغربية ايضا كانوا يرددون هذه العبارة عن اي عائلة او فرد ينحدر من الجنوب
علما ان في هذه المدن ايضا هناك تمييز طبقي فيعتقد على سبيل المثال في الانبار ان العاني والراوي هم اصحاب القدح المعلى واغلبهم حملة الشهادات العليا في الطب والهندسة وغيرها وبالتالي من الصعب قبولهم بالمقارنة مع قبيلة الدليم الاكثر عددا وينظرون اليهم نظرة مواطنين درجة ثانية
وفي محافظات اقليم كردستان هناك نفس القصة حيث ظل اكراد الاقليم يعتبرون الفيلين والمندلاويين انهم شيعة واقرب للعرب وايران ولا يمكن اعتبارهم كالمواطنين الكرد
الاصليين
هذه التقسيمات الطبقية ادت الى نوع من التمايز في العناوين القبلية ومسالة التعاطي مع الافراد حسب انحدارهم
غير ان الاكثر تعرضا للاضطهاد في داخل المجتمع في العقود السابقة هم ابناء الجنوب تحديدا لاسباب يطول شرحها ، بل حتى في حكومات ما بعد التغيير في بداية الامر سمعت شخصيا داخل احد الاحزاب الاسلامية الشيعية حول منصب رئاسة الوزراء من انه يجب ان لا يخرج من محافظات الفرات الاوسط وتحديدا النجف او كربلاء لان ابن الناصرية والبصرة والعمارة يجب ان يكون في درجة اقل من ذلك حتى حانت الفرصة لاول رئيس وزراء من الناصرية عادل عبد المهدي
الاخطر من ذلك ان هذه الشريحة و بسبب قسوة الشرائح الاخرى كانت دوما تبرر وتدافع عن نفسها بانها ليست كذلك عن بعض السلبيات او الممارسات فيذهبوا الى علمنة اوضاعهم وتحول بعض اغنيائهم او حاملي شهاداتهم الى اضفاء المزيد من التغيير عن لكنتهم او مكان سكنهم في محاولة اقناع الفئات الاخرى بهم وعدم التنمر عليهم
لذلك مازلنا نسمع تافه هنا او هناك في محاولة التنمر على اصول رئيس الوزراء المكلف في التقليل منه من خلال
السخرية او غيرها من انه شروكي
هذه الافكار والموروث والاعراف الحقيرة والتي تدل على عصر الجاهلية مازال البعض يريد ان يذكي هذه النعرة من جديد ولكن الامور تغيرت وانتهى زمن التنمر على اكبر شريحة داخل المجتمع والتي تشكل الاغلبية العددية والسكانية
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha