حليمة الساعدي ||
واخيرا تم الخروج من عنق الزجاجة و تحقق النصاب في مجلس النواب وتم التصويت وتسمية رئيس الجمهورية وكان بحق مرشح تسوية فقد انهالت عليه التهاني والتبريكات من الداخل والخارج.
وتم تكليف العبد الشريف ابو مصطفى محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة المقبلة.
لقد اثبت الاطار بأنه الكتلة الاكبر عددا والاكثر حنكة والاطول صبرا وحلما والاشد تماسكا.
فكلنا تابع منذ انتخابات ١٠/١٠/٢٠٢١ وليوم تشكيل الحكومة حجم الهزات والازمات والمشكلات المعضلات التي واجهها الاطار منقبل الشريك الاقرب في المذهب والمشرب،.
فضلاً عن الخصوم الذين كانوا ولا زالو يحيكون له المؤامرة تلو الاخرى ويزرعون الشوك على طريق مشاريعه الوطنية ليس لأنهم في غنى عنها بل لأنهم لا يريدون ان تحسب للاطار اي نجاحات وحتى لا يكسب ثقة الشارع العراقي.
ان الايادي السوداء التي عبثت بالساحة السياسية العراقية كانت ولا زالت متصلة بأذرع خارجية لا تريد للعراق الاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي والعمراني. تريده ضعيفا محتاجا وغير مستقر..
ولكي يكون كذلك لابد من وجود حكومة فاسدة يترأسها شخص ضعيف تجتمع فيه كل صفات العمالة والفساد والدونية والجُبن السياسي..
ان المرحلة التي عاشها العراق منذ العام ٢٠٢٠ ولغاية ١٣/١٠/٢٠٢٢ من اشد المراحل التي مرت على بلدنا الحبيب قساوة وإهانة وخيانة وخراب. وخلّفت تركة ثقيلة من الملفات المشبوهة والفاسدة ودمرت مؤسسات الدولة اكثر مما دمرتها حرب الاحتلال الامريكي في العام ٢٠٠٣.
وهذا يعني ان السيد محمد شياع السوداني عليه ان يشمر عن ساعديه ويشدّ مأزره وينهض باكراً ليعمر الارض البوار التي اكلها الملح والجفاف وتصحرت واصبحت بلقعاً تعصف بها رياح السَموم..
وانصحكم ان لا تسمعوا لمن ينعق بأبواقه الاعلامية الصفرا بعد شهر او شهرين او حتى سنة من ترأسه لمجلس الوزراء فالحال في العراق يحتاج لأربع سنوات من الترقيع والتطبيب لما ناله من ضرر وبعدها لابد من اربع سنوات اخرى تظهر فيها معالم البناء والاعمار والجمال والانتعاش الاقتصادي..
وطبعا نحن لا نتوقع ان يصمت الشامتين والناقمين على المشروع الاطاري.
وعلى الجماهير الواعية عدم الانصات للاصوات النشاز التي طالما نعقت وعكرت صفوا نفوسنا وضربت بيننا وبين بعضنا البعض اسفين الفتن والخلاف والاختلاف وكانت النتائج ان كاد العراق ان يضيع ويصبح تركة مشاعة لدول الجوار..
ادعوا السيد السوداني ان يبدأ بما يسعف الحال الخطر وبعد اجراء الاسعاف الاولي وخروج البلد من وضع الخطر، يبدأ بالاهم ثم المهم وليعلم ان عيون الفقراء تتجه صوبه، وعوائل الشهداء تنتظر منه ان يلتحفها بالكرامة، والايتام الذين لا ابَ لهم غير العراق ينتظرون منه ان يؤمّن لهم المستقبل الجميل ويمسح على رؤوسهم كأب حنون، والارامل تستحي ان تطلب العون وتترك الامر له فهو اللبيب الحصيف، والموظف البسيط والمتقاعد المريض والشاب العاطل عن العمل والحقول العطشى والنخيل والاهوار التي قتلها الجفاف فهاجرتها الطيور وماتت بقعرها الناشف الاسماك والدواب وهجرها الفلاح.. وبصرة الخير الكريمة تبحث عن ماء زولال لأن بطون اهلها تشققت من الملوحة والعطش.. والطلبة الواقفون بلا رحلات وبلا كتب ينتظرون ان يهبهم العراق مستقبل جميل من العلم والمعرفة . كل هذا الهّم واكثر...
ملفات فساد وسرقات لاتستوعبها حتى الارقام.. عصابات المخدرات والمهربين ووالمنافذ الحدودية.. ومكاتب الاحزاب الاقتصادية.. والى اخر لائحة الفساد الكبيرة.. فضلا عن المعاهدات والاتفاقيات المشبوهة التي ابرمها الكاظمي والتي تخلوا من اي نفع او فائدة، بل انها تكبل العراق بالتزامات مادية قد تضر بعشرات الاجيال..
انا وبعد كل هذا السرد اقول لمن يتربص للسوداني بالتسقيط ان لا تستعجله بالنتائج فالخراب الكبير يحتاج اصلاحه واعماره الى وقت كبير المهم اننا حظينا برجل نزيه ووطني تعهد لنا.. (ان.. لن.. يخذلنا..) وهذا هو المهم.
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha